((قرأت تعليق موسى على كتاب أحمد كلي ولم يكن من ديدني التعليق على ما يكتب أو يقال، أحرى إن كان موسي ولو أنه في هذه شفى وكفى.
أما وقد تعلق الأمر بأحمد كلي فقد رأيت أنه أمر تخرم له العادة، ولا مندوحة لي إذا عن قول كلمة ولو قصرت عن الشأو، نظرا لما أكنه لأحمد من محبة متبادلة، ومتأصلة الجذور، ومودة هي صنع يده.
أما الكلام تخصيصا أو تعميما عن مآثر أسرتنا وأشياخنا وأحبتنا أهل الشيخ سيديا فهو من باب الإغراء في الوسط:
بيض الوجوه كريمة أحسابهم@
شم الأنوف من الطراز الأول
أما أحمد فهو نسيج وحده:
نفس عصام سودت عصاما@
وعلمته الكر ولإقداما
أحمد كلي أخذ من التقليد محاسنه ومن متاح الحضارة فوائدها، فجمع ذلك في انسجام ملفت.
رجل غزير المعرفة، لين العريكة، يألف ويؤلف، شغل المناصب كلها فلم تنله نشوتها، وتركها فلم يستهوه بريقها.
أعتقد أنه من لم يخالط هذه الشخصية المتعددة الجوانب فلن يتاح له فك رموزها.
فمرحبا بهذا الكتاب الثمين الذي وجه الأضواء صوب من يهربها.
من لم يعرف أحمد فقد فاتته فرصة عظيمة قال الشاعر:
من لم ير الخط ممطورا وساكنه@
فإنه ما رأي الدنيا ولا الناسا.
حفظ الله احمد كلي ورعاه.
ببها ولد أحمد يوره))