الوئام الوطني ـ تقارير ـ تعرف أحياء الضاحية الشمالية لنواكشوط نمط حياة مختلف عن كثير من أنماطها الأخرى في الأماكن المشابهة.
"انكلليدة" "الكريع" أحياء لها ميزات عدة من ابرزها انها قريبة نسبيا من العاصمة في وقت يتوفر فيها مناخ معتدل يميل للبرودة خصوصا في الأوقات التي تكون فيها العاصمة تعيش موجات حر شديدة.
الحياة في هذين الحيين في الليل نشطة تماما سيارات وأسر وأطفال ولكن هذه المشاهد تختفي ببزوغ الفجر وتتحول المنطقة إلى أماكن مهجورة و مغلقة مع استثناءات قليلة حراس باقون هناك، وبعض الأسر القليلة.
وتتميز المنطقة بكونها أصبحت وجهة للمئات من سكان العاصمة ممن تمنعهم ظروف العمل والدراسة من مغادرة نواكشوط الى جهات اخرى بعيدة .
ولكن ظروف الحياة في هذه المنطقة صعبة حيث يتم استيراد الماء من نواكشوط ، ولا وجود لكثير من ملامح التمدن والتقري إذ لا محلات تجارية أو حوانيت الا على الطريق الرئيسي الرابط بين
نواكشوط اكجوجت فضلا عن غياب الكهرباء .
ومع هذا توجد بدايات للاستثمار حيث يسعى بعض تجار المنطقة لإقامة أماكن لتربية الدجاج ومن ثم تسويقها في نواكشوط، مستغلين مناخ المنطقة البارد والقرب من الاسواق في العاصمة.
وفي الاتجاه الآخر من الطريق توجد قرية التيسير حيث يقيم الرجل المعروف الشيخ علي الرضا مع أن مظاهر المدنية والتحضر تبدو هناك أقوى مما عليه في سابقاتها.
الشيخ الرضا يقيم منزلا فخما في قريته ويضع سياجا عليه على طول المسافة الفاصلة بين المنزل والطريق الرئيسي.
وعلى طول الطريق الرئيسي توجد حيطان عدة مملوكة لرجال اعمال وبعض منها محسوب على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز تحرسه سيارات الشرطة بأوامر من النيابة.
سكان المنطقة يؤملون ان تتحسن الوضعية وتتوفر مقومات حياة تضمن الاستمرار في هذه الأحياء علما أن منطقة "انكلليدة" تملك أول وثيقة ملكية ارض في نواكشوط تم توقيعها ابان استقلال موريتانيا.
إلا أن عمران نواكشوط تمدد بكل الاتجاهات باستثناء اتجاه هذه الأحياء لتبقى متمسكة بطابع البداوة على الرغم من قربها من المدينة.