ساحة المطار القديم.. الحياة تدب في "مربع الرعب" وسط العاصمة نواكشوط

لم تعد ساحة المطار القديم، وسط العاصمة نواكشوط، مكانا مهجورا، كما هو حالها غداة فتحها أمام الخصوصيين بعد ترحيل النشاط الجوي نحو مطار "أم التونسي"، شمالي العاصمة.

فقد أثمرت عمليات بيع الأراضي من قبل المؤسسة المالكة لحيز كبير من المطار القديم، والمعروفة شعبيا باسم"مؤسسة الصحراوي"، نشاطا متواصلا للإعمار ومضاربات البيع والشراء، كما شهدت إقامة أحياء تجارية لإصلاح السيارات وصباغتها، فضلا عن بعض البقالات والصيدليات ومحطات بيع الوقود.

ولتسهيل بيع القطع الارضية داخل ساحة المطار القديم والرفع من أثمانها، قامت الشركة المالكة بجلب خدمات الماء والكهرباء، كما قامت ببناء طرق في كل الاتجاهات، وذلك بعد وصع مخطط عمراني متكامل لمختلف الأحياء مع ترقيم القطع وتسمية الشوارع.

 الأراضي المرقمة والتى تقع على ساحة المطار القديم، باتت نسبة 90 % منها تحت أيدي سماسرة وتجار المجال العقاري، الذين اشتروها من" مؤسسة الصحراوي" بغرض التربح من بيعها.

ويقول أحد السماسرة، وهو صاحب مكتب عقار يقع بالقرب من ساحة المطار، في تصريح لوكالة الوئام الوطني للأنباء، إن مساحة غالبية الأراضي تبلغ 500 متر مربعا، مشيرا إلى أن هنالك قطعا أخرى تبلغ مساحتها 400 متر مربع، وتتراوح أسعارها ما بين 5 ملايين قديمة و تصل 6 ملايين و500 حسب القرب من الشارع الرئيس المحاذي للمطار والقادم من "كرفود مدريد" باتجاه مدينة أگجوجت.

هذه القطع، التى لم يتم ترقيمها بعد، لا تزال بحوزة "مؤسسة الصحراوي"، وهى من ضمن 10% المتبقية لديه والتى لم يتم بيعها حتى الآن.

أما القطع الأرضية، الملاصقة للشارع الرئيسي المذكور، فيصل سعرها إلى 12 مليون أوقية قديمة.

لقد أصبحت شوارع المطار القديم وجهة مفضلة للمواطنبن المدمنين على ممارسة رياضة المشي بشكل يومي، كما أنها شكلت متنفسا لحركة المرور داخل للمدينة، ولمن ضاقت بهم منازلهم في أوقات الحر، فاتخذها البعض وجهة سياحية لاحتساء الشاي مع حلول ساعات المساء، رغم حالات التلصص وقطع الطريق التي سجلتها السلطات الأمنية في مقاطع مختلفة من الشوارع والطرق شبه الخالية من السكان ومن المارة.

كما أن البعض اتخذ ساحة المطار القديم للقيام بمهنة غسيل السيارات وحراستها، بينما اتخذها البعض وجهة لممارسة رياضة الكرة الحديدية وكرة القدم وسباق السيارات، فضلا عن اختيارها من قبل رجال المطافئ لإقامة تدريبات على التعامل مع الحرائق.

لقد بدأت الحياة تدب، شيئا فشيئا، في ساحة تبلغ 15 كيلومتر مربع، ظل دخولها بعد غروب الشمس، منذ ترحيل المطار عنها، مجازفة غير مضمونة العواقب.

 

تقرير/ جمال أباه