أكد الفاعل السياسي الكبير والإطار البارز، باب أحمد ولد محمد باب أحمد، المدير المساعد لوكالة الطيران المدني، أن الإقلاع الاقتصادي الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية مؤخرا "هو القاطرة الحقيقية التي ستجر البلد إلى الاستقلال التام"، مشيرا إلى أنه" بدون استقلال اقتصادي تام أو شبه تام لا يمكن لأي بلد أن يستقل ولا أن تكون له سيادة مكتملة الأركان بقوة وبصلابة".
وأضاف باب أحمد، في مقابلة حصرية مع وكالة الوئام الوطني للأنباء بمناسبة الذكرى ال60 لعيد الاستقلال الوطني، أن "هذه الإرادة الصادقة نحو بناء اقتصاد وطني قوي مكتمل الأركان، أظن أنها بداية مسار حقيقي لإيجاد استقلال وطني مكتمل الأركان، مكتمل البنية، حتى تتحرر بلادنا من الاكراهات التي تجعلها دائما تركن لمواقف أو أمور كان بالإمكان ألا تركن إليها"، بحسب تعبيره.
نص المقابلة:
وكالة الوئام:
كيف تقيمون ستة عقود من عمر الاستقلال؟
باب أحمد:
من المعلوم أن الدولة الموريتانية استقلت عام 1960، وقد واكبت نشأتها عدة إكراهات حالت دون استكمال الاستقلال الوطني بالرغم من إعلانه سنة 1960.
إلا أن البلد والحكومات المتعاقبة والشعب الموريتاني كلهم ما فتئوا يعانون من إكراهات الاستقلال التام للبلد، حيث أن الاستقلال تم بصورة سيادية لكن البلاد لم تستقل اقتصاديا، وبقيت ارتباطاتها الاقتصادية وإكراهات الضعف الاقتصادي للبلد تشكل معاناة حقيقية للشعب وللحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال، زد على ذلك أن هنالك بعض الاكراهات السياسية التي جعلت البلد والحكومات المتعاقبة عليه يعانون من محاولة إثبات هوية البلد، ومن محاولة القضاء على بعض المحاولات التي كانت قائمة في بداية إرهاصات استقلال البلد، وهي الارهاصات التي شكلت عائقا حقيقيا أمام استكمال الاستقلال واستكمال الوحدة الوطنية والتجانس ما بين مكونات الشعب الواحد، وكانت هناك محاولات خارجية متعددة تمت محاولة تغذيتها الواحدة تلو الأخرى للحيلولة دون استكمال استقلالنا الوطني ودون إيجاد وحدة وطنية حقيقية قائمة على أرض الواقع تدفع بالبد نحو التطور والازدهار ونحو الأفضل.
وكالة الوئام:
ماهي أهم الخطوات التي انتهجها نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في سبيل عودة البلد إلى مسار الاستقلال؟
باب أحمد:
في الحقيقة أن فخامة الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني أعلن في خطاب الترشح لرئاسة الجمهورية نيته الصريحة في توحيد البلد، ولأول مرة تعهد بالسعي لروح الانسجام ما بين الفترات التاريخية التي مرت بها البلاد، سواء قبل الاستعمار، ثم في مرحلة الاستعمار، ثم ما بعد الاستقلال، وأكد أن كل نظام تولى تسيير الشأن العام في هذا البلد بذل ما في وسعه من أجل النهوض بالبلد، من أجل تطوير البلد، لكن في الحقيقة تختلف الفترات، وقد تختلف الإرادات، كما تختلف نسبة التوفيق التي يحظى بها أحد الأنظمة دون الآخر، لكننا الآن نسأل الله العلي القدير أن يوفق قائدنا الحالي في النهوض بهذه البلاد، وفي توحيدها وحدة حقيقية على أرض للواقع وانسجامها.. في النهوض بها سياسيا واقتصاديا وسياديا حتى تواكب الأمم التي تعتبر في مقدمة دول العالم حاليا من حيث الشعور بالوطنية، ويكتمل شعور الوطن لدى المواطن، ويصبح المواطن مسلحا بوطنية خالصة بإمكانها أن تتجسد كلبنة حقيقية يمكن البناء عليها.
أهم شيئ هو المواطنة، فما دام المواطن لا يشعر بمستوى عال من المواطنة، فلا يمكن لأي نظام مهما كانت إرادته أن يبني بهذا المواطن وطنا مزدهرا ناميا ومتطورا.
وكالة الوئام:
كيف تقيمون أداء الذراع السياسي للنظام الحالي، وهو حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، في مواكبة أداء الحكومة التي تعمل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية "تعهداتي"؟
باب أحمد:
حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي يعتبر الذراع السياسي للنظام القائم في البلد، شهد أخيرا تطورا ملموسا في نهجه وفي مستوى حضوره على أرض الواقع، في مستوى مواكبته للأداء الحكومي، وفي مستوى خطابه السياسي، فالرئيس الحالي للحزب لم يبخل في أي سانحة على مناضلي حزبه بإظهار الحزب بالمستوى المطلوب، سواء على مستوى الخطاب السياسي، أو على مستوى التشاور الحزبي، أو تحريك الفعاليات الحزبية من أجل مواكبتها لما يحدث في البلد، ومن أجل الأخذ برأيها وإدماجها بقوة في اتخاذ القرار السياسي في الشأن العام بالبلد، وهذا شيئ مهم وإرادة صادقة من طرف الرئيس الحالي للحزب ومن مجموعة مستشاريه، وحتى من نواب رئيس الحزب، أي من طاقم قيادة الحزب بصفة عامة، بما في ذلك الامناء الاتحاديون ورؤساء الاقسام ورؤساء الفروع، يعني تم تفعيل هيئات الحزب والتعاطي معها بالشكل المطلوب الذي سيسمح مستقبلا، إن شاء الله، بالمشاركة الفعالة لمناضلي الحزب وبتبنيهم للقضايا الوطنية وبإسهامهم في إيجاد حلول للمشاكل وتطوير الأداء الحزبي.
وكالة الوئام:
ما تقييمكم للاقلاع الاقتصادي الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية؟
باب أحمد:
الإقلاع الاقتصادي الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية مؤخرا هو القاطرة الحقيقية التي ستجر البلد إلى الاستقلال التام، فبدون استقلال اقتصادي تام أو شبه تام لا يمكن لأي بلد أن يستقل ولا أن تكون له سيادة مكتملة الأركان بقوة وبصلابة، وهذه الإرادة الصادقة نحو بناء اقتصاد وطني قوي مكتمل الأركان، أظن أنها بداية مسار حقيقي لإيجاد استقلال وطني مكتمل الأركان، مكتمل البنية، حتى تتحرر بلادنا من الاكراهات التي تجعلها دائما تركن لمواقف أو أمور كان بالإمكان ألا تركن إليها، وكان بالإمكان أن تتحرر منها وأن تكون كلمتنا عليا وواضحة وصريحة لولا هذه الاكراهات التي كانت تشكل عوائق حقيقية في سبيل استقلالنا الوطني.
وكالة الوئام: شكرا باب أحمد محمد باب أحمد.
باب أحمد:
أود في الأخير أن أشكر وكالة الوئام الوطني للأنباء، وطاقمها الفني الذي أشرف على هذه المقابلة القصيرة معي، وأود أن أوجه خطابا إلى الطبقة السياسية وإلى النخبة الوطنية من أجل مواكبة مسعى رئيسنا الحالي، ومواكبة تطلعات شعبنا من أجل بناء اقتصاد قوي، ومن أحل بناء استقلال تام لا تشوبه شائبة، ومن أجل بناء وطنية مكتملة الأركان شعورا وتطلعا وإحساسا، فالوطنية هي كل شيئ، وهي أول شيئ، وبدون وطنية مكتملة لا يمكن للفرد أن يلعب دوره، ولا يمكن للشعب أن يلعب دوره، ولا يمكن للقيادة أن تحدث ما تصبو إليه من تطوير وإنماء ونهوض بالبلد.
وفي الاخير أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.