مسكين هو (سيدي) في عصر طغيان المادة وتقديس أهل الدثور وأصحاب الوظائف الكبيرة والأجور في مجتمع ينظر إليه نظرة دونية تتجاوزه فيها العيون ويدفع أشعث أغبر بالأبواب ،فالمعلم ليس حريا لقوله إن قال أن يسمع ولا إن استنكح أن ينكح ولا إن شفع أن يشفع فما هو من علية القوم ولا أشرافهم راتبه زهيد ويعاني حسابه البنكي من الهزال وأعراض أمراض سوء التغذية ،أقدامه مغبرة و وأكتاف أثوابه الرثة مقعرة عليه آثار التعب ويعرفه بالبؤس والإملاق والشقاء منا كل أحد.
وفي حكايات كان يا ما كان وفي سالف الزمان مجتمع مورتاني يكبر المعلم ويجعل منه قدوة وأسوة ومثلا أعلى للإنسان ،مجتمع يبوئ المعلم الصدارة في المكان ،مجتمع يرى في المعلم حامل العلوم ومهذب النفوس ومربي العقول قبل تربية الجسوم والأبدان ،وحارس بيضة الدين من إسلام وإيمان وإحسان ، ومطهر القلوب من الأدران ،الحامي من اللحن بفصاحة اللسان وسلامة ما تسطره البنان ...
إرث معنوي هو كل ما يملكه المعلم المسكين بعد أن ركله الدهر ظهريا عند ما يريد أن يلامس أوتار مجد غابر لمن لا تزال لديهم (بشخة) بقية أخلاق وشيء من التقوى (غارزين) عليها ،ينسفها اليوم معالي وزير التربية إلى آخر الأغنية ولد أييه بتصريح مفاده أن نسبة 96% من هؤلاء الجنود المجهولين وهم يخوضون غمار معركة الإصلاح المزعومة لا يتمتعون بالكفاءة العلمية والتربوية في عملية استباق لنتائج تقويم تثير عملية طرحه الآن في الساحة الكثير من الجدل .
فهل يرجى نصر من مهيض جناح مسلوب المعنويات؟؟؟
ولماذا التقويم وقد أعلنت النتائج مسبقا ووضعت العربة قبل الحصان من طرف صاحب المعالي؟؟؟!!!
وما الذي بقي للمعلم بعد هذه التصريحات؟؟؟!!!
من صفحة سيد محمد اسماعيل، (عمدة سابق)، على الفيس بوك