نشرت صحيفة "مغاربي" الواسعة الانتشار في دول المغرب العربي افتتاحية عددها الجديد 42 تحت عنوان :صراع الديكة والرؤساء القتلة
عندما أجبرت توازنات الداخل الامريكي جو بايدن على أن يبدو شرسا ومقاتلا ذا مناعة قوية ضد رخاوة الديمقراطيين المعهودة، اختار أن ينازل القيصر بوتين وهو يعلم أنه لن يكون صيدا سهلا كغيره من الرؤساء الروبوتات الذين حولوا قبلة صلاتهم وفق إحداثيات البيت الأبيض.
لقد اعتاد العالم على صراع الديكة بين واشنطن وموسكو وكاد أن يدفع كلفته أيام أزمة خليج الخنازير ولكنه كان ينطلق بمقدمات وحركات تسخين مملة تبدأ بفرض العقوبات وطرد الدبلوماسيين والجواسيس وتنتهي بلعن إبليس وعودة حليمة الى عادتها القديمة.
ولعل الجديد هذه المرة أن بايدين قرر أن يسقط بوتين بالضربة القاضية قبل صعوده الى الحلبة.
إن اتهام القيصر بوتين بأنه قاتل يعتبر تهمة أثقل من أن تسعها كل موازين الأرض. واذا كان بايدن يعرف جيدا ما يقول ، ويثق بمئات التقارير والشهادات التي تمطره بها يوميا وكالات الأمن والاستخبارات والعملاء المأجورين والمتطوعين فذاك شأنه وحده وتلك حربه التي سيحمل العالم وزرها لأن القاعدة الراسخة تثبت أن الأقوياء يبدأون الحروب ويذهبون الى مباهجهم ونومهم الهنيئ بينما يجني الضعفاء والفقراء حصادها المر.
أن يكون بوتين قاتلا تهمة يجب أن تسرق النوم من عيون العواصم كلها. إذ كيف يستقيم الحال في دول تشتري السلاح والكافيار من "قاتل" وتستعير خبرات أبناء "القاتل" وتقارعه الكؤوس كلما تيسر الأمر ذات زيارة رسمية.
ومع أن بايدن ليس معنيا البتة بهذه الأزمات النفسية التي أطلق عقالها بتهمته الثقيلة للقيصر، الا أن النزاهة الأخلاقية كانت تقتضي أن ينشر لائحة وافية بأسماء كل الرؤساء القتلة الذين لم تدرجهم أمريكا في لوائح قصاصها العاجل. إذ كيف يعقل أن يكون العالم على حاله المزرية هاته وليس فيه الا رئيس واحد قاتل؟
قد يكون بوتين قادرا على رد الصفعة ونفي التهمة وقد يكون بايدن قادرا على مطاردة القتلة والسحرة ليثبت أن الديمقراطيين ليسوا عجينة بيتزا ولكن العالم، بما لديه ويكفيه من حروب وكوارث ومآسي، لا يبدو قادرا على تسديد فاتورة النزال المرتقب بين الصقر الأمريكي والدب الروسي.
أوقفوا القصف والعبث رجاء فنحن وحدنا من سيدفع الثمن.