الوئام الوطني ـ قال مسؤول مالية قافلة الحوض الشرقي محمد الأمين سيدي ببكر الطالب سيد أحمد، فكرة هذه القافلة صدرت عن مجموعه من الشباب بعد عدة لقاءات على مواقع التواصل الاجتماعي إبان السيول الأخيرة التي شهدتها المناطق في الحوض أساسا باسكنو وعدل بكرو.
وأضاف في مقابلة مع الوئام أن القافلة واجهت تحديات جمة، وأن تعاطي المواطنين كان على المستوى.
نص المقابلة:
حدث متابعي الموقع، عن فكرة القافلة، والنتائج التي حققت؟
السلام عليكم اهلا وسهلا اشكر الوئام الوطني إتاحة هذه الفرصة.
فكرة هذه القافلة صدرت عن مجموعة من الشباب بعد عدة لقائات على مواقع التواصل الإجتماعي إبان السيول الأخيرة التي شهدتها المناطق في الحوض أساسا "باسكنو" و"عدل بكرو"، وبعد عدة لقاءات وأثناء تحضير العمل حول التدخل في الولاية لمساعدة المتضررين من تلك السيول، سجلت بعد ذلك نسبة مرتفعة من الإصابة بحمى الملاريا، حوالي 1400 في منقطة "أمرج" على ما اعتقد، حينها قرر هؤلاء شباب أن يبدأو في قطاع الصحة من بين عدة قطاعات يسعون الى تدخل فيها.
وارتأو تنظيم قافلة طبية وبدأو العمل من أجل تحقيق هذا الهدف واستمعوا في 27 من اكتوبر عام 2020 هنا في نواكشوط وحضر الإجتماع عشرات الشباب من المنحدرين من ولاية الحوض الشرقي من مقاطعتها السبع المختلفة.
وارتأت هذه المجموعة تشكيل مكتب تنفيذي تمثل فيه كل مقاطعات الولاية، والعمل على تجسيد فكرة القافلة على أرض الواقع، وبدأنا العمل على خطة من جزئين تتكون من ثلاث محاور، أولا الكادر البشري، ثانيا التمويل ثالثا الإجراءات الإدارية.
وفي الجانب الأول الكادر البشري بدأنا نتواصل مع ابناء الولاية من أطباء من أجل المشاركة في هذه القافلة وفعلا تبنوا الفكرة واستطعنا في ظرف وجيز حشد عدد كبير من الأخصائيين كان أغلبهم من أبناء الولاية وعندما تعذر وتعسر وجود بعض التخصصات في الولاية تكفل الاطباء بالعمل على سد هذا العجز الذي حصل في بعض التخصصات من نظراءهم وزملائهم على المستوى الوطني والمقيمين في موريتانيا، وفعلا تم تغطية هذا العجز وكانت التخصصات المشاركة في القافلة: الطب العام، واختصاص الأشعة وجراحة الأعصاب، والمسالك البولية، وأمراض القلب والشرايين، والأنف والحنجرة والأذن، وجراحه القلب والصدر، وأمراض المعدة، والجهاز الهضمي، وجرحة النساء والتوليد، واختصاص التخدير والإنعاش، والكلى، وجراحة الأسنان، وطب الأطفال، والجراحة العامة، وجراحة العيون، وكان أغلب المشاركين من أبناء الولاية، لكن كان هناك أطباء آخرين من غير أبناء الولاية وحتى بعض المقيمين، ومن هذا المنبر نشكرهم جميعا على هذه التضحيات التي بذلوها من أجل إنجاح هذه القافلة.
وفي الشق الثاني من الجزء الأول الذي عملت عليه القافلة كان التمويل، وعملنا على تمويل القافلة على جهتين وحاولنا أن يكون التمويل من طرف جهتين.
الجهة الأولى والتي كان عليه اعتمادنا الأكبر هي أبناء الولاية من منتخبين وأطر، ومن وجهاء، عملنا على لقاء أكبر عدد ممكن منهم واستطعنا مقابلة حدود 200 من أبناء الولاية أو 150 على الأقل وقد تبنى أغلبهم الفكرة واساهم أغلبهم فيها.
وفي الجانب الأخر من حيث التمويل كانت المؤسسات العمومية حيث أرسلنا عشرات الرسائل الى عشرات المؤسسات، تفاعل منها عدد لم يكن كبيرا، لكنه تفاعل كان له دور في القافلة نشكرهم عليه.
وفي الشق الأخر الإداري أجرينا لقاءات على مستوى نواكشوط، وعلى مستوى النعمة مع شخصيات كلها شخصيات تربطها صلة بالقافلة أو المؤسسات حتى، أجرينا لقاءات مع مديرين المؤسسات ولقاءات مع "كامك" ولقاعات مع المدير الجهوي للصحة في النعمة ومدير المستشفى في النعمة أو ادارتيه حتى، لأن المستشفى أثناء تحضيرنا للقافلة حدث فيه تغيير وكنا على اتصال بالإدارة الماضية للمستشفى وعندما تغيرت تواصلنا أيضا مع الإدارة الجديدة، وكان كل شيء على ما يرام والحمد لله وكذلك الوالي والحاكم والعمدة ورئيس جهة الحوض الشرقي وكذلك الجهات الأمنية.
الجزء الثاني بعد انتهاء هذه المرحلة التحضرية الأولى انتقلنا الى الجزء الثاني وهو تقسيم المكتب التنفيذي إلى لجان فرعية، كانت ثلاث لجان أساسا اللجنة المالية للصرف ولجنة الإعلام والاتصال ولجنة التنظيم، كانت اللجنة المالية للصرف تتكون من جزئين، الجزء الأول مسؤول الالية، ولجنة الصرف من ثلاثة أشخاص.
أما جانب الإعلام والاتصال كان على جزئين، مكون من لجنة إعلامية بها عدة صحفيين، وفني، والجزء الثاني كان متحدث باسم لجنة التنظيم كان ينقل عن اللجنة المركزية في العمل الميداني. بحيث كانت مسؤولة عن نقل ومسؤوله عن الضيافة وحتى عن التنظيم في المستشفيات وفي المستشفيات.
صحيح لم تكن مثالية لكن لم تكن بذلك السوء حسب الظروف والوسائل التي تمت فيها وبالمقارنة مع تجارب أخرى سابقة كانت جيدة جدا، ولا أدل على ذلك من الإحتفاء الكبير الذي لقيت من قبل الرأي العام الوطني، والمحلي، فقد كانت الحصيله حوالي 6000 استشارة، و158 عملية جراحية، خصوصا في ظل موارد ماليه ضعيفة، وطواقم طبية من دون وسائل ومعدات مكتملة.
كان تقييم الرأي العام لنا جيد.
السؤال: ما هي أبرز التحديات التي واجهتكم، وما مدى تجاوب السلطات والمواطنين؟
كانت هناك تحديات جمة، أولها عقبة إقناع الداعمين، خصوصا أن الممول الموريتاني وحتى الرأي العام تعرض لما يمكن أن نعتبره صدمة، بسبب سوء تسير العمل التطوعي وحتى سوء استغلاله.
وانا على يقين أن الممولين للقافلة لم يكونوا على اقتناع بفكرتها، إنما مولوها مجاملة للقائمين والمشرفين عليها.
للأسف كانت هناك تجارب غير مشجعه وأعتقد أن لها انعكاسات سلبيه على تعاطي الناس مع كل عمل غير ربحي، فأصبح الناس يحسبون له حسابات كثيره ليس من ضمنها ما يدعي القائمون عليها، وأرجو ان تكون هذه القافلة أثبتت العكس وأعطت صوره إيجابية عن العمل التطوعي، وأن تكون بادره لوضعه في نصابه.
وكان من ضمن هذه التحديات الحصول على ترخيص لهذه القافلة التي تزامنت مع جائحة كورونا التي أصبح تجمع الناس في أوج اجتياحها للبلد يشكل خطرا كبيرا.
مما عرقل سير العمل لأشهر فنحن نعمل منذ خمسة أشهر، تخللها شهران أو ثلاث كان العمل خلالها متوقف بسبب فيروس كورونا، و حظر التجول وعدم إمكانية السفر.
تفاجئنا فاليوم الأول بكثرة المراجعين لدرجة أننا وجدنا صعوبة في الدخول للمستشفى، وقد أجرينا اجتماع مع الجهات المعنية لتغيير خطة التنظيم بسبب خوفنا على كبار السن من التزاحم الكبير، وقد تقرر على أثره فتح بوابة المستشفى أمام المرضى، فيما زودتنا الجهات الأمنية برجال أمن للمساهمة في التنظيم.
السؤال: هل حققت القافلة طموحات المنظمين، وهل تخططون لنشاطات أخرى؟
اعتقد ان القافله لم تحقق طموحات المنظمين، وسأظلمهم، إن قلت أنها حققت طموحاتهم، لكن نرى أنها لبنة وضعت في المجال الصحي، ونتمنى أن نكون أسوة حسنة لغيرنا من أبناء الولايات الأخرى، ونحن على استعداد للتعاون معهم وحتى المشاركه في التنظيم والتأطير والإرشاد بما لدينا من خبرة متواضعة وتجربة قصيرة.
نتمنى أن تكون هذه القافلة استطاعت أن تضيء طريق آخرين ليتماثلوا على إثرها للشفاء، ويحصلوا على خدمات صحية، ونحن الأن نعكف على صياغة تقرير إداري سنواجهه للسلطات المختصة يتناول تشخيص ميداني لواقع الصحة، بالولاية ووضع حلول مقترحة من قبل أهل الإختصاص الذين شرفونا بالمشاركة معنا في هذ العمل.
ونعمل على عدة أنشطة أخرى في المجال الصحي، وفي المجال التعليمي، وحتى الإجتماعي، الأيام القادمة إن شاء الله ستكون حبلى.
أجرى المقابلة : محمد حاميدو