لم تأت إنجازات نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على الصعيد الداخلي يتيمة غير مقرونة بتوأمتها على المسرحين الإقليمي والدولي.
ذلك أن إعادة تنشيط الدبلوماسية الموريتانية، التي أصبحت أداة للتعريف بالبلد وربطه بالعالم الخارجي، وتوظيفها لأغراض المصالح العليا بعد سنوات من تسخيرها للأجندات الخاصة، قد جعلت الجوار والإقليم والعالم برمته يعيد حساباته في التعاطي مع موريتانيا على أسس الندية والمصالح المشتركة، بدل التبعية والإملاءات مدفوعة الثمن.
ومن تجليات اعتراف الآخر بالرقم الصعب الذي بتنا نحتله في المعادلات الإقليمية والدولية، خاصة تلك المتعلقة بأمن المنطقة، شهد البلد عقد قمة لتجمع بلدان الساحل الإفريقي الخمسة، والتي تضم إلى جانب موريتانيا كلا من مالي وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر.
لم تكن تلك القمة الأولى من نوعها شكلا، لكنها كانت الفريدة مضمونا، حيث مثل خطاب الرئيس الغزواني فيها البوصلة التي استنار بها زعماء الدول الأعضاء في طريق تعاطيهم مع الشركاء الكبار الذي أرادوا دول المنطقة حراسا لحدودهم، بينما فرضت الرؤية الموريتانية أن تبقى حصنا لدول وشعوب المنطقة، مع ضرورة التزام الآخرين بتقدير تضحيات جيوش الدول الخمس من أجل إرساء وتكريس السلم والأمن العالميين في هذا الثغر المضطرب من العالم، وهو ما يترتب عليه إلغاء الديون المترتبة على الدول المشكلة للتجمع، وهو الطلب الذي أصر الرئيس الموريتاني على طرحه في كل سانحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
ولم تقف إنجازات النظام الخارجية عند هذا الحد، بل إنها طالت مجالات أخرى كانت المصلحة فيها وطنية صرفة.
ففي ال16 مارس المنصرم تم تعيين الدبلوماسي الموريتاني قاسم وان، على رأس بعثة الأمم المتحدة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي “مينوسما”، وذلك بفضل العناية الخاصة التي يوليها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لضمان حضور واسع للأطر الموريتانيين الأكفاء في المحافل الإقليمية والدولية.
تلك العناية أفرزت كذلك، انتخاب رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، أحمد ولد يحي، نائبا لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، بعد تلقيه كافة أشكال الدعم والمؤازرة من قبل الرئيس الغزواني، الذي أوفد بعثة رسمية إلى كافة العواصم المعنية لهذا الغرض.
وتجسيدا للنجاحات الدبلوماسية، تم تعيين الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات مديرًا لديوان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد.
وقد أكدت وزارة خارجية موريتانيا، في بيان بالمناسبة، "مواصلتها العمل بشكل مستمر، في إطار رؤية رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، على دعم الحضور اللائق للكفاءات الوطنية الموريتانية في الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية، تمثيلًا للبلد وخدمة لقضايا الإنسان".
وتجسيدا للانجازات الخارجية، تم انتخاب موريتانيا عضوا في مجلس إدارة "عرب سات"، كما أنها تخوض الآن حملة ترشيح وزير التعليم العالي سيدي ولد سالم لمنصب المفوض الإفريقي المكلف بالتعليم العالي والتكنولوجيا والبحث العلمي، وقد انتدب رئيس الجمهورية وزير الخارجية إلى قادة الدول المعنية بغرض تأمين فوز موريتانيا بهذا المنصب الإقليمي الهام.
كما أن قطار عودة الدفء إلى علاقاتنا العربية عاد لرأب الصدع مع دول شقيقة فرضت أجندات الغير تشويشها أو قطعها، تدخلا في شؤون داخلية أو انحيازا في خلاف أشقاء، فعاد البلد إلى مربعه الطبيعي مصلحا بين الإخوة ونائيا عن الصراعات المحلية، وبذلك عادت سفاراتنا إلى قطر وسوريا واليمن.
إنها الحكمة والتبصر والأنفة في التعاطي مع علاقاتنا الخارجية ومصالحنا في المحافل الإقليمية والدولية.
وكالة الوئام الوطني للأنباء