الوئام الوطني : يبدو أن الجولة الميدانية التي قام بها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، في وقت متأخر من الليل، لتفقد الإجراءات الأمنية المقام بها ضد تفشي ظاهرة الجريمة المنظمة، قد آتت أكلها.
فقد رفعت قوات الأمن من شرطة ودرك وحرس وطني من جاهزيتهم وباتوا متواجدين بشكل لافت في مختلف الشوارع الرئيسية، وينظمون دوريات راجلة في أزقة الأحياء لاقتياد المتلبسين بحيازة الأسلحة البيضاء والمخدرات قبل إقدامهم على جرائم محتملة.
صحيح أن الجرائم سلوك ملازم للمدنية، ولا يمكن لأي نظام، مهما امتلك من وسائل الأمن البشرية واللوجستية، أن يقضي عليها بشكل نهائي، لكن جدية الرئيس وفاعلية قطاعي الأمن والدرك، ستخفضان مستوى الجريمة إلى أدنى الحدود، وذلك عبر الإجراءات الاستباقية المتبعة منذ تسجيل حالات قتل وسلب وتلصص خلال الأسابيع الأخيرة.
لكن المتتبع لدقة الأخبار التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، وتناولتها الألسن في الأسواق والصالونات، سيدرك أن غالبيتها كانت مجرد محاولات لبث الرعب والتخويف، إذ أن كافة المصادر نفت، وبشكل قاطع، صحة تلك الشائعات التي يبدو أنها تأتي لخدمة أجندات خبيثة وخطيرة.
ويمكن تصنيف تلك الأجندات الخفية إلى ثلاثة أصناف:
- أجندة سياسية، يقف خلفها المعارضون لسياسات النظام الإصلاحية، وهم قلة لا تكاد تجد لها صوتا في منابر السياسة.
- أجندة فساد، يخشى أصحابها من الحرب المقام بها ضد المفسدين، فبعضهم ينتقم لمحاسبته بإطلاق الشائعات، وجزء منهم يطلق الأخبار الكاذبة لتطغى على فساده.
- أجندة إفساد، ويقف خلفها شرذمة ممن يسعون لتفتيت لحمة المجتمع ومستقبل التعايش السلمي بين مكوناته.
المراقبون لاحظوا كيف أن أصحاب تلك الأجندات يشتركون دوما في توتير الأوضاع كلما شعروا بأن موريتانيا باتت قبلة للاستثمار الدولي الذي ينشد الأمن والاستقرار، فيطلقون وابلا من الشائعات المغرضة.
لكن كل أؤلئك المرجفين قد خابوا وخسروا وهم يصطدمون بصخرة إرادة رئيس الجمهورية في تحقيق الأمن في كل شبر من أرض الوطن.
وكالة الوئام الوطني للأنباء