أدًيْ ولد بيسيف (25سنة) فنان موريتاني، نشأ وترعرع في عائلة تمتهن الموسيقى (التقليدية)،وبعد بلوغ سن الرشد ،استقل أدي بفنه الخاص، وأصبح يدر عليه عائدات مادية عبر إحياء حفلات الزفاف، والسهرات الليلية.
وبعد انتشار الفايروس، تغير الوضع، وتحول إلى وضعية يصفها بــ"الصعبة".
يقول أدي: "من الصعب أن أتعايش مع تبعات جائحة كورونا، فقد كنت أتقاضى ما يزيد على 100 ألف أوقية في ليلة واحدة، وبعد ظهور الجائحة منعت السلطات التجمعات، وأغلقت قاعات الحفلات لمدة تصل إلى أربعة أشهر، أمضيت تلك الفترة بدون أي دخل، وكانت أصعب فترة مرت علي، منذ دخولي المجال،
كنت أتقاضى المال لليلة الواحدة، فإذا ب 4أشهر دون دخل"، ويضيف ولد بوسيف "الآن بدأت أستفيق من تبعات الجائحة، بعد استئناف النشاط في القاعات، لكن الدخل تراجع مقارنة بما كان عليه، متأثرا بسريان حظر التجول الليلي عند منتصف الليل،ففي السابق ،كنت أحيي الحفلات حتى الرابعة صباحا."
الموسيقى التقليدية في موريتانيا تعدّ الأكثر رواجا والأوفر حظا من ناحية جني الأموال، وتأثير جائحة كورونا عليها كان قاسيا إلى حد كبير، كما يقول العاملون فيها، لكنها ليست الوحيدة التي عانت وتضررت في فترة الجائحة، فممارسو موسيقى البوب تجرعوا مرارتها أيضا، وذلك بحسب الفنانة الشابة فرحة سيدي، التي تمارس هذا الفن تحت ضغط عائلي، وتفاقم هذا الضغط في فترة الحجر الصحي.
تقول فرحة: "مارست الموسيقى منذ طفولتي، دون دعم من عائلتي، وكنت أتدرب في السفارة الفرنسية مع مجموعة من الفنانين ،شاركت في عدة حفلات في العاصمة نواكشوط"، وعند انتشار الفيروس، تغيرت الوضعية، وانقطعتُ عن التدريب في السفارة، تطبيقا للإجراءات الاحترازية"، وتوضح الفنانة الشابة "حاولت مواصلة تعليم العزف على البيانو أثناء فترة الإغلاق، لكن الضغط العائلي حال دون ذلك، عانيت كثيرا خلال الموجة الأولى من الفيروس ، والآن ،استأنفت التدريب في السفارة ،وأشارك أحيانا في بعض الحفلات ،لكن بطرق صعبة."
تأثير كورونا لم يقتصر على الأفراد فقط، فالمشاريع الموسيقية الشبابية ،تذوقت مرارة الجائحة، وتوقفت قبل انطلاقتها.
أحمد صبار عثمان، فنان وعضو في فرقة تيرانجا الموسيقية، يؤكد أن انتشار الفيروس ،أرهق كثيرا فرقته الناشئة، وجعلها في موقف لم يكن في الحسبان.
يقول أحمد :"كنا نحضر لحفلة مصيرية للفرقة، وأجرينا تدريبات مكثفة خلال 3 أسابيع حتى باغتنا قرار السلطات القاضي بفرض حظر التجول الجزئي، ومنع التجمعات، بما في ذلك الحفلات .
كان القرار صعبا علينا، وانقطعنا عن التدريب وعن بعضنا ،كما توقف المعهد الفرنسي للموسيقى عن التدريس" .
ويضيف أحمد "أمضينا ما يزيد على 3 أشهر بدون دراسة الموسيقى وبدون الحفلات، كانت فترة عسيرة على الفرقة، خلال الشهر الماضي، شاركنا في مهرجان "أمم للسينما وحقوق الإنسان" بفقرات موسيقية طيلة أيام المهرجان ،وكانت هي المشاركة الأولى والأخيرة لنا منذ ظهور الجائحة."
تأثير فايروس كورونا على الموسيقى في موريتانيا، كان جليا في التقليدية منها، ولم يتوقف عند هذا الحد فقط، فبعض الأنشطة الموسيقية تأجلت إلى أجل غير مسمى، بحسب بعض الفنانين .
أمر يراه المهتمون بالشأن الموسيقي، يعود إلى عدم تدخل الجهات المعنية في تلك الظرفية ،لدعم هذا الفن وانتشاله من الضياع.
تنشر هذه المادة بدعم من JDR/JDH-صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا
تقرير: حمن يوسف