مع إطلالة كل خريف تتسابق ساكنة العاصمة نواكشوط إلى الخروج من منازلها بحثا عن متنفس يقضون فيه أوقات الراحة والاستجمام بعيدا عن ضيق الجدران وسخونة المكان ولسعات البعوض وأزيز المكيفات وأضواء المدن.
في الفضاءات الرحبة خارج العاصمة يستنشق الناس الهواء النقي، ويستمتعون بالنسيم العليل والمناظر الخلابة.
تلك هي حياة من ساعدته الظروف في الذهاب بعيدا نحو القرى والأرياف، أما من أقعدتهم ظروفهم العملية أو المادية أو الصحية عن اللحاق بركب من استفادوا من السياحة الداخلية في موسم الخريف، فلهم في شاطئ البحر والرمال المحيطة بالعاصمة خير بديل، فهي وجهتهم شبه اليومية خلال ساعات المساء.
لكل جزء من العاصمة، ذاك الثلاث ولايات والتسع مقاطعات، وجهته السياحية المفضلة، ربما لأنها الأقرب سبيلا إلى العودة السريعة إلى المنازل في سباق محموم مع وقت سريان حظر التجوال الليلي المفروض للحد من انتشار جائحة كورونا.
ففي حين يفضل سكان المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية للعاصمة التنزه على "طريق مسعود"، تتوزع ساكنة تفرغ زينة، في أقصى الشمال الغربي، ما بين شاطئ البحر غربا ورمال الطريق الرابط بين حي "عين الطلح" بتيارت وحي "سانتر أمتير" بتفرغ زينه شمالا بعد أن طردهم الزحف العقاري عن رمال طريق الصحراوي التي ظلت وجهتهم المفضلة خلال السنوات الأخيرة.
ومنذ فترة وجيزة كشف الطريق الذي تم تعبيده مؤخرا، انطلاقا من مستشفى القلب والمتجه شرقا، عن كنز سياحي ثمين تمثل في رمال ذهبية ما زالت بكرا وخالية من القمامة، تستقبل نسيم البحر القادم عبر كيلومترات قليلة، فبات المنافس الأبرز للأماكن السياحية القريبة.
ويبقى السؤال الذى يفرض نفسه ويقض مضاجع المتنزهين: ماذا لو أن المكان امتلأ بالمساكن فى وقت قريب كطريق الصحراوي وغيره من الأماكن التى كانت وجهة أهالي تفرغ زينه؟.. وأين المفر؟.
تقرير/ جمال أباه