نحن الان على أبواب كتابة إصلاح جديد
وللأسف لا تلوح بوادر مشجعة! فما دام تعليمنا ،حين يتعلق الأمر باللغات، مسيسيا فلن تقوم لنا قائمة
و للاسف هو تعليم مسيس من طرف أقوام ينصبون أنفسهم هداة وهم ربما في مجالات أخرى، كذلك، لكنهم ليسوا مرجعية في تعليم اللغات ولا في كتابة إصلاح تعليمي. في عالم يحكمه المد والجزر لابد من التشارك بحكم حتمية التعايش ولا بد، كذلك، من الصراع والصدام نتيجة الأنانية المفرطة (أريد مصلحتي) التي تحكم هذا العالم و نتيجة تضارب المصالح... هؤلاء "الهداة"ليسوا مرجعية كذلك في قيمة الازدواجية وتعددية اللغات اليوم ، ولا يهمهم الا أن تجر البلاد والعباد بالذيل...
ان عدم تدريس المواد العلمية باللغات الصناعية اليوم سيرجع بنا 20 سنة أخرى إلى الوراء عشرون سنة!!!
هذه حقيقة، حقيقة مرة ولكنها حقيقة. .. سيتقدم فيها العالم ويخطو اشواطا بعيدة حينها سنشق الجيوب على ما فات أبناءنا من تقدم ولكن فات الأوان...
ينبغى أن يحظى تدريس اللغة العربية بعناية فائقة وان تعلم مفاصل جمالها و مكامن القوة فيها وان نتعلمها كلغة تراث وثقافة ولغة وطنية ولغة رسمية ولغة ديننا الحنيف، هي لغة القران... وان ندرسها كذلك كلغة علمية ولكن لا بد من مجهودات مصاحبة....
ولكن الإنكفاء على الذات ضعف. علينا أن نعلم أبناءنا الفرنسية والإنجليزيةو الاسبانية باعتبارها لغات رائدة وحاملة لفكر الصناعة والتصنيع.
وهو ما سيفتح أمام الشباب ابوابا واسعة للانفتاح الايجابي على العالم وقد عرفت الانفتاح مصطلحيا، عندي، ورسمت حدوده العلمية والعملية "بأنه ما يصلح لنا وما نصلح له."
ولا احد يقف بيننا وبين العربية لكن وبنفس المسافة لا أحد يمنعنا من استخدام اللغات الأخرى كادة وكوسيلة للتوصل للعلم والابتكارات العلمية، والذين يقفون دون لغات الحضارة والتصنيع، هم أول من يحدثك عن اوروبا وعن حضارتها وأهلها حين يحصل أحدهم على أسبوع او عشرة ايام بالقارة القديمة، حينها،يدخل السوق المرخص لشراء ما لذ وطاب من بنطلون مسترخ يتكسر على قدميه وهندام مائل وقد وصلت أجنحتة إلى الأصابع أو ما بعد الأصابع و يشد رباط العنق كما يشد الركاب على الفرس وللنعل طرر ودرر واحاديث واخبار.... وهو بعد العودة يجمل ويفصل عن حضارة القوم وعما شاهد من عجائب الدنيا. وهو، حقيقة، لم يشاهد منها و لم يتعقل الا ماتعقل الاعمى من الفار.... ولا عجب لقد رفض الحضارة وفضل الانطواء...
نريد اطرا فاهمين للحياة فاهمين للعلم الميداني يعتزون بلغتهم ودينهم وحضارتهم لكنهم ليسوا من الضعف بحيث لا يعرفون ما عند الاخر بصراحة نريد الاخذ من كل حضارة حتى حضارتنا بما هو إيجابي ونطرح كلما هو سلبي حتى نبني حضارة حقيقية أصلها ثابت وفرعها في السماء قوامها ما انتج الفكر الإنساني وابدع وهي تقوم دوما ودايما على لغتنا وديننا
: وأما تعزيز مكانة اللغات الوطنية فسياسي محض
اي أن قضية اللغات الوطنية اكثر سياسية منها تربوية و عملية
فقد اعتبرها السينغاليون مهزلة وخديعة.
وقد اعتبرها الافارقة الموريتانيون خديعة مابعدها خديعة.
انظر، في هذا المجال، كتاب بير دموه تحت عنوان الفرنسية لغة أفريقية تقديم المفكر سينغور وقد ذكر بيير دموه أن السينغاليين حين أراد سينغور تعليم اللغات الوطنية اعتبروا ذلك خديعة وقالوا ذهب الرجل يتبحر في لغات الغرب وعلومه وعاد إلينا ليقف بنا عند تعليم الولولوف والسرير.
وأما الافارقة الموريتانييين فيذكر الدكتور عبد الرحيم يورة في كتابه الفرنسية للناطقين بالحسانية، جامعة صوفيا انيلوب بنييس يذكر أن الأقسام التجريبية للغات الوطنية اغلقت بعد سنة ونصف وجاء طلبتها ضيوفا اجانب غير مرغوب فيهم إلى الأقسام الاخر ى واعتبر الزنوج الافارقة تعليم اللغات الوطنية خديعة ما بعدها خديعة ، نظمت من طرف سدنة الحكم البيضاني المتحكمين في مفاصل الدولة، المتعربين ودعاة التعريب.
زد على ذلك ما تتطلبه هذه اللغات من عدة وعتاد وباحثين وخبراء متمرسين ووسائل ديداكتيكية. وكل هذا غير متوفر ويتطلب وقتا غير يسير.