ما علاقة الانسحاب بمبادئ الديمقراطية، إذا كانت الديمقراطية تعبيرا مرِنا عن الآراء، وإقرارا أكثرها قبولا بين أفراد الشعب، وصفوف ممثليه لدى الهيئات التشريعية أو البلدية؟
يجافي انسحاب بعض نواب المعارضة -الليلة- مبادئ الديمقراطية، ويعكس فهم خاطئا لبعض منتخبينا لقيمة الأصوات الراجحة .
إنهم يتناسون أن حصولهم على غالبية أصوات المسجلين في دوائرهم، هو الذي منحهم الحصانة والقوة اللتين تجعلهم يدرسون قرارات الحكومة ويصنعون إقرارها أو رفضها!
كان عليهم أن يعبروا داخل القاعة عن آرائهم حول القانون المقدم أمامهم، وكان عليهم أن يصوتوا تبعا لما يمليه فهمهم، وما يفرضه انضباطهم الحزبي؛ أما خروجهم من القاعة وعن نظرائهم؛ فأشبه ما يصوره ؛ هجرة مواطنين عن مساكنهم؛ بسبب أن مرشحهم لمنصب عمدة البلدية التي يقيمون داخل حيّزها، أو نائب الدائرة التي يتبعون لها، لم ينل غالبية أصوات الناخبين!