في إطار التهانئ التي سطرها الأكاديميون زملاء الدكتور أحمد حبيب الله، الذي ناقش أطروحة دكتوراه دولة بالمملكة المغربية الشقيقة، كتب الأستاذ بجامعة نواكشوط، الدكتور محمد الرباني ما نصه:
"الدكتور أحمد حبيب الله وجه ثقافي لامع باحث واستاذ متمير بجامعة انواكشوط العصرية ناقش هذه الأيام دكتوراه دولة بالمغرب وحصل على درجة الشرف الأولى
اطروحة اكتملت بقوة العزم والإرادة الجادة رغم كل الظروف عمل نحت بصبر الناسك. فهنيئا له بهذا العمل المتميزوهنيئا لنا بهذا البحث الفريد، والذي كتب عنه أكثر من باحث.".
كما كتب الأستاذ محمد ولد محمد علي في جريدة "الرؤية" الإماراتية، يوم 6 يونيو 2021، مقالا يعلن عن نقاش الأطروحة، قائلا:
"تحتضن كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط المغربية قريباً نقاشاً لأطروحة دكتوراه حول النثر الموريتاني خلال 9 قرون، ولعلها أطول أطروحة علمية في التاريخ البشري، سواء من حيث عدد صفحاتها التي تبلغ 4129 صفحة، أو من حيث كمية النصوص الواردة فيها والتي تصل إلى 44794 نصّاً نثريّاً علميّاً وأدبيّاً، وهي بهذا تستحق أن تُدرَج في «موسوعة غينيس للأرقام القياسية»، أي أنها تجاوزت بالضِعف تقريباً رسالة الدكتوراه التي ناقشها المؤرخ جواكيم شوماخر في جامعة كونستانز بألمانيا، والتي سُجِّلت في «موسوعة غينيس»، وقد بلغت صفحاتها 2200.
أعدَّ الأطروحة الأستاذ أحمد حبيب الله بإشراف العلامة الأستاذ الدكتور عباس الجراري، وتهدف إلى كشف هذا الجانب الأدبي المجهول في موريتانيا، إذْ طغت مقولة «موريتانيا بلد المليون شاعر» على الجوانب الأدبية والمعرفية الأخرى التي عرفها هذا البلد.
فقد أوضحت الدراسة أن الكُتَّاب الموريتانيين في مختلف العصور أنتجوا نثراً علميّاً وأدبيّاً رصيناً لا يقل جودة ومتعة عن النثر الذي كُتِب في دول عربية أخرى، ولكنه راح ضحيةَ الإهمال والنسيان.
استخدمت الأطروحة المنهج الفني التحليلي التاريخي، الذي يكشف ملابسات ظهور النثر الموريتاني وتطوره منذ الثلث الأول من القرن الخامس الهجري حتى الربع الأول من القرن الـ15 الهجري، وفنَّدت مزاعمَ لباحثين موريتانيين أن النثر في هذه البلاد كان قليل الشأن، ودَحَضَت المقولة الانطباعية التي وردت بالعبارة المسجوعة: «بُدئت الكتابة بعبدالحميد وانتهت بابن العميد» التي شاعت في القرن الرابع الهجري، وترى الدراسة أن النثر الموريتاني يمثل «حلقة مجهولة أو مفقودة» من الأدب العربي عامة وأدب المغرب العربي خاصة.
وتتألف الأطروحة من مقدمة طويلة، ومدخل عام بحجم أطروحة تناول مختلف التغيرات الثقافية والأدبية التي اكتنفت مسار النثر الموريتاني الحديث والمعاصر، وتَوزَّعت فصولها الثمانية على مواضيع مختلفة مثل: مصادر النثر الموريتاني، ونشأة النثر الموريتاني وتطوره، ومضامين النثر العلمي والأدبي الموريتاني الحديث، والخصائص الفنية العامة للأجناس النثرية الموريتانية الحديثة والمعاصرة، وغير ذلك.
وأمَّا الخاتمة فحَوَت ما وصل إليه الباحث من حصيلة واستنتاجات، وشملت الملاحقُ المدرَجة في آخر الدرسة تراجمَ لكتّاب موريتانيين محدثين ومعاصرين، وبهذا يكون الباحث قد أنجز ما عجزت عنه المؤسسات الموريتانية العلمية والثقافية العامة والخاصة منذ نشأة الدولة الموريتانية الحديثة حتى اليوم".
كما كتب عنه الإعلامي العامل بقناة الجزيرة محمد سيدي، ما نصه:
"ما زال على هذا المنكب قوم يعتنون بالعلم ويقدرونه، لا نراهم على موائد السياسة ولا في برامج الإشادة و"التحسيس" و"التثمين". الدكتور أحمد ولد حبيب الله، الأستاذ بجامعة نواكشوط، ناقش رسالة بحثية استغرق إعدادها أكثر من عقد ونصف، وخرجت في خمسة أجزاء من الورق الكبير، عن النثر في موريتانيا.
قال الدكتور محمد الداهي أحد أعضاء لجنة نقاش الرسالة: "سررت اليوم بالمشاركة في اللجنة العلمية الموقرة لمناقشة أطروحة دكتوراه الدولة للأستاذ الباحث أحمد ولد حبيب الله في موضوع "النثر الموريتاني: نشأته وتطوره." تحت إشراف الدكتور عميد الأدب المغربي عباس الجراري. وكانت فرحتي مضاعفة لما منحت اللجنة أعلى درجة للأستاذ الباحث وأوصت بنشر أطروحته تنويها بالجهد الذي بذله فيها خلال 16 سنة من البحث والتحري إلى أن نضجت في خمسة أجزاء في 4192 صفحة، مغطية مرحلة زمنية تناهز عشرة قرون. لم أعاين منذ سنوات أطروحة بهذا الحجم وبهذه الجدية وبهذا الزخم المعرفي الرصين. طوبى للزمن الجميل وطوبى لمن يأخذ العبرة ويقدر المسؤولية حقها لرد العجز على الصدر والحفاظ على التقاليد العلمية".
وفي مقال سابق للباحث الموريتاني محمد محمد عالي وصف الأطروحة بقوله: "لعلها أطول أطروحة علمية في التاريخ البشري، سواء من حيث عدد صفحاتها التي تبلغ 4192 صفحة، أو من حيث كمية النصوص الواردة فيها والتي تصل إلى 44794 نصّاً نثريّاً علميّاً وأدبيّاً، وهي بهذا تستحق أن تُدرَج في «موسوعة غينيس للأرقام القياسية»، أي أنها تجاوزت بالضِعف تقريباً رسالة الدكتوراه التي ناقشها المؤرخ جواكيم شوماخر في جامعة كونستانز بألمانيا، والتي سُجِّلت في «موسوعة غينيس»، وقد بلغت صفحاتها 2200".