الوئام الوطني (نواكشوط) أشاد سفير موريتانيا في تونس، سعادة السيد دمان ولد همر، بمستوى العلاقات الموريتانية التونسية التي وصفها بأنها ضاربة في أعماق التاريخ.
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه سعادة السفير صباح اليوم الاثنين فى فندق مونوتيل بمناسبة انطلاق أعمال الايام الاقتصادية التونسية الموريتانية للشراكة والاستثمار التي تستغرق 5 ايام فى نواكشوط ونواذيبو.
وأضاف ولد همر هذه العلاقات إذا كانت "قد بلغت من النماء والتطور ما جعل البلدين يوقعان 136 برنامج تنفيذي واتفاقية ومذكرة تفاهم منذ 1964 وحتى اليوم، فإن ملتقانا هذا ينبغي أن يشكل فرصة سانحة لمراجعة ما أنجز طيلة مسار هذا التعاون وليضع قائمة بأولويات المجالات التي يتطلب الإنجاز فيها تحركا سريعا من طرف البلدين خاصة المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين الخصوصيين في البلدين".
ونبه السفير الموريتاني في تونس إلى أن وجود هذا الكم الكبير من رجال الأعمال والمستثمرين التونسيين إلى جانب إخوانهم الموريتانيين في نواكشوط اليوم، وغدا في نواذيبو، "سيسلط الضوء على كل الفرص المتاحة للاستثمار في بلادنا"، مشيرا إلى إلى اعتقاده الجازم بأن تلك الفرص "مغرية لا محالة"، بحسب تعبيره.
نص الخطاب:
السيدة معالي وزيرة التجارة والصناعة والسياحة
سعادة السيد سفير الجمهورية التونسية الشقيقة في موريتانيا
السيد رئيس كونفدرالية الشركات المواطنة التونسية
السيد رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين
السيد رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة
ايها الأخوة اعضاء الوفود المشاركة
في البداية يطيب لي أن أرحب بالاشقاء التونسيين في بلدهم الثاني موريتانيا الذي قدموا اليه خدمة لتعزيز العلاقات بين البلدين.
ان العلاقات بين موريتانيا وتونس هي علاقات قديمة وقوية ومتميزة عبر تاريخ لا يمحوه الزمن، تاريخ حافل بالتعاون والتكافل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ولقد ظلت هذه العلاقات محكومة بالود والتنسيق والتشاور.
هذه العلاقة الأزلية التي تمتد مراحلها من ايام الفنيقيين والدولة الرومانية مرورا ببدايات الفتح الإسلامي أيام حملة الفاتح الكبير عقبة بن نافع بداية النصف الثاني من القرن الأول الهجري وكذا على يد حفيده عبد الرحمن بداية القرن الثاني الهجري ثم بعد ذلك بعد قيام الدولة المرابطية التي انطلق أول خيط ناظم فيها من اللقاء الذي تم بين يحي بن إبراهيم الإكدالي وابو عمران الفاسي بالقيروان المحروسة لتتوالى بعد ذلك محطات التلاقي والترابط ايام الهجرات العربية المعقلية وعبر رحلات الحج الشنقيطية ولتتوج بأن أصبحت تونس أول دولة عربية تعترف باستقلال موريتانيا الحديثة ولتنتظم منذ ذلك التاريخ علاقات التعاون بين البلدين في كافة المجالات ودون انقطاع، ويصبح تعزيز تلك العلاقة إحدى أهم ثوابت السياسة الخارجية الموريتانية.
ولئن كانت هذه العلاقات قد بلغت من النماء والتطور ما جعل البلدين يوقعان 136 برنامج تنفيذي واتفاقية ومذكرة تفاهم منذ 1964 وحتى اليوم، فإن ملتقانا هذا ينبغي أن يشكل فرصة سانحة لمراجعة ما أنجز طيلة مسار هذا التعاون وليضع قائمة بأولويات المجالات التي يتطلب الإنجاز فيها تحركا سريعا من طرف البلدين خاصة المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين الخصوصيين في البلدين، ولعل وجود هذا الكم الكبير من رجال الأعمال والمستثمرين التونسيين إلى جانب إخوانهم الموريتانيين في نواكشوط اليوم، وغدا في نواذيبو سيسلط الضوء على كل الفرص المتاحة للاستثمار في بلادنا، تلك الفرص التي أجزم بأنها مغرية لا محالة.
ولعل منطقة نواذيبو الحرة التي سينتقل إليها منتدانا هذا في محطته الثانية لا تقل أهمية من حيث فرص الاستثمار وذلك لما تتمتع به من ميزات استراتيجية فريدة حيث أن موقعها الاستراتيجي يضمن لها النفاذ عبر مسارات مفتوحة برا وبحرا وجوا على القارات الثلاث أفريقيا وأوروبا وامريكا.
ايها الأخوة والاخوات، ان العوامل المشجعة على الاسثمار في بلادنا تدعمها ترسانة قانونية استثمارية مشجعة وفريدة من نوعها في شبه المنطقة.
كما ان الارادة السياسية القوية لدى صاحبي الفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والرئيس قيس سعيد، لتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات وخلق الظروف الملائمة لنمو تلك العلاقات يجعل الآن الكرة في مرماكم، انتم كفاعلين اقتصاديين للاستفادة من الفرص الضائعة ومواكبة نمو العلاقات السياسية الممتازة جدا بين البلدين.
وفي الاخير، ارجو لأعمالكم التوفيق والنجاح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.