حذر تقرير أصدره صندوق النقد الدولي الاثنين من أن الصراع الدائر في أوكرانيا سيعرض الأمن الغذائي العالمي للخطر، فيما اعتبرت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة للصندوق، أن "الحرب في أوكرانيا تعني الجوع في أفريقيا".
وقالت غورغييفا لمحطة "سي بي إس نيوز" الأحد "الحرب في أوكرانيا تعني الجوع في أفريقيا".
وأظهر تقرير لصندوق النقد الدولي الاثنين أن الحكومة الأوكرانية فعالة والنظام المصرفي مستقر والديون قابلة للاستيفاء على المدى القصير، لكن الحرب التي شنتها روسيا أغرقت أوكرانيا في ركود غير مسبوق، كما أن هذا الصراع يعرض الأمن الغذائي العالمي للخطر.
وقال صندوق النقد الدولي في تقريره إن الاقتصاد الأوكراني قد ينكمش بنسبة تصل إلى 35 في المئة إذا استمر النزاع.
وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، سينكمش الناتج المحلي الإجمالي الأوكراني "كحد أدنى" حوالى 10 % عام 2022 مع فرضية "حل سريع" للصراع وبفضل المساعدة الدولية.
والعام الماضي، بلغ النمو في أوكرانيا 3,2 في المئة مدفوعا بالطلب المحلي والصادرات. لكن منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير "تغير الاقتصاد الأوكراني بشكل جذري" كما أكد فلاديسلاف راشكوفان المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي في بيان للصندوق نشر الاثنين.
وأورد التقرير استنادا إلى قاعدة المعلومات التي تداولتها الحكومة الأوكرانية "اعتبارا من 6 مارس، دمرت القوات الروسية تماما أو جزئيا 202 مدرسة و34 مستشفى وأكثر من 1500 مسكنا من بينها مبان، وعشرات الكيلومترات من الطرق وبنى تحتية حيوية في الكثير من المدن الأوكرانية". كذلك، أغلقت مطارات وموانئ بسبب "الدمار الشامل"، كما أضاف.
ومنذ 6 مارس، أسفر القتال عن الكثير من الأضرار الإضافية والدمار. وفي 10 مارس، قدم أوليغ أوستينكو المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديرا أوليا للأضرار بلغ 100 مليار دولار.
ورغم الدمار الهائل، ما زالت الحكومة فعالة.
وقال فلاديسلاف راشكوفان في 9 /مارس إن "المصارف مفتوحة، وهي تعمل حتى في عطلة نهاية الأسبوع".
وقدر صندوق النقد الدولي كذلك، بأنه على المدى القصير، "لا تبدو" القدرة على تحمل الديون "مهددة". وأوضح راشكوفان أن "المعطيات الأولية أظهرت أنه في الأول من مارس 2022، بلغت الاحتياطات من العملات الأجنبية لأوكرانيا 27,5 مليار دولار، وهي تغطي 3,8 أشهر من قيمة الواردات الحالية، وهو مبلغ كافٍ لأوكرانيا للوفاء بالتزاماتها".
وأوضح واضعو التقرير أن "الاضطرابات في موسم الزراعة الربيعي قد تعرقل الصادرات والنمو وتهدد الأمن الغذائي العالمي"، لأن أوكرانيا التي تعتبر "سلة الخبز لأوروبا"، وروسيا، من أكبر الدول المصدرة للقمح، وهما تستحوذان معا على ثلث التجارة العالمية لهذه الحبوب. ويجري تصدير معظم القمح الأوكراني في فصلَي الصيف والخريف. وكلما طالت الحرب، ازداد الخطر على الصادرات، وهو أمر سيؤثر على الاحتياطات الحالية والمستقبلية.