منذ قيام ثورة الخميني الشيعية، قبل ما ينيف على أربعة عقود من الزمن، وطهران تبحث عن موطئ قدم لمشروعها الصفوي على تخوم المملكة العربية السعودية باعتبارها الصخرة التي تتحطم عليها الأطماع التوسعية لإيران.
لم تأت عداوة الشيعة الإيرانيين للسعودية اعتباطا، فهي المركز الذي تدور حوله رحى أهل السنة والجماعة، نظرا لاحتواء أرضها على الحرمين الشريفين، وانطلاقا من ريادة ملوكها وأمرائها في خدمة ضيوف الرحمن والذود عن مقدسات المسلمين في مكة والمدينة.
لذلك، فإن تركيز أسياد طهران على ضرب استقرار السعودية من بوابة اليمن يعتبر هدفا أسمى لقادة الثورة التوسعية التي لم يخف قادتها أهدافهم في تصديرها منذ اليوم الأول لقيامها.
فخلال الآونة الأخيرة، وبحسب مصادر إقليمية وغربية، فإن إيران ترسل أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين إلى جماعة الحوثي المسلحة في اليمن لتزيد الدعم لحليفها الشيعي في مواجهة تحالف عربي سني يقاتل الحوثيين بغرض استعادة الشرعية ودحر المخططات الإيرانية الرامية إلى تفتيت لحمة المسلمين في مواجهة الأخطار التي تتهددهم من كل اتجاه.
ورغم كل المكائد والدسائس التي يحيكها وكلاء إيران في اليمن ضد السعودية، إلا أن الرياض ظلت تتعاطى مع التحديات القادمة من جارتها الشيعية بحكمة وروية في مسار سياسي تفاوضي يسعى للحفاظ على توحيد كلمة الأمة، وتثبيت الاستقرار في المنطقة، وتعزيز فرص السلام والتكامل الاقتصادي خدمة للشعوب، لكنها لم تغفل جانب الصرامة والحزم في إدارة المعارك التي تحرص إيران على إبقاء جذوتها متقدة على الحدود الجنوبية للمملكة.
ولأن السعودية تقود تحالفا سنيا يحرس المقدسات نيابة عن الأمة، فقد نالت دعما قويا من طرف الشعوب الإسلامية قبل الحكومات، وحصلت على تفويض كلي لقيادة العالم السني نحو النصر والتمكين، والإبحار به إلى بر الأمان.
ومهما سعت إيران وبيادقها الحوثية في اليمن إلى ضرب استقرار المملكة، فلن تفلح ولن تنال مبتغاها أبدا، لأن ما يسعى الحوثي إلى تحقيقه زبد، وما أنجزته السعودية لصالح الإسلام والمسلمين ينفع الناس.. فأيهما سيذهب جفاء؟!.. وأيهما سيمكث في الأرض؟!.
إسماعيل الرباني
المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء (موريتانيا)