أعلن التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، خلال اجتماع وزاري له في مدينة مراكش المغربية، التزامه باستمرار المعركة ضد التنظيم الإرهابي، مع التركيز على قارة إفريقيا.
الاجتماع، الذي اختتم أمس الجمعة، عُقد برئاسة المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وشاركت فيه 73 دولة وممثلون عن منظمات وكيانات دولية.
ومن هذه المنظمات: الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمنظمة الدولية للشرطة القضائية (الإنتربول) وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومجموعة دول الساحل والصحراء الإفريقية.
وأُسس التحالف الدولي لمكافحة "داعش" في سبتمبر/ أيلول 2014، ويضم 85 دولة ومنظمة دولية، بهدف القضاء على التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا.
ومحصلة لنتائج وتوصيات هذا الاجتماع الهام، جدد المشاركون في الاجتماع، وفق البيان الختامي، التأكيد على أن معالجة التهديد العالمي لـ"داعش" من خلال تنسيق كلي وشامل للجهود يمثل سمة مميزة للتحالف.
وأعلنوا استمرار العزم والالتزام بتأمين مكاسب التحالف ضد "داعش" في الشرق الأوسط، لا سيما من خلال جهود تحقيق الاستقرار.
كما أكدوا على أهمية الجهود التي يقودها المدنيون باعتبارهم حجر الزاوية للموجة التالية من حملة إلحاق الهزيمة بـ"داعش".
وأفادوا بأن أي حل دائم لوقف انتشار "داعش" في إفريقيا سيعتمد على السلطات الوطنية والجهود والمبادرات الإقليمية في القارة.
وبخصوص الاتزام الأمريكي، أعلنت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند التزام بلادها بـ"دعم عدد من الدول في محاربتها لداعش في كل من إفريقيا ووسط آسيا والعراق وسوريا".
وأضافت نولاند، خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، أن بلادها "دعمت سوريا بمبلغ 350 مليون دولار والعراق بـ350 مليونا، لاستتباب الأمن بالمناطق التي تمت محاربة داعش فيها".
وتابعت أن واشنطن ملتزمة أيضا بتقديم مساعدات بـ120 مليون دولار لدول إفريقيا جنوب الصحراء لمواجهة التهديدات الإرهابية.
واعتبرت نولاند أن "حضور العدد الكبير من الدول هذا الاجتماع رسالة قوية لهزيمة داعش".
أما الموقف المغربي فقد دعا إلى التركيز على إفريقيا، حيث حذر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة من ارتفاع وتيرة الإرهاب بالقارة الإفريقية، ودعا إلى مواجهته عبر التحالف.
وقال بوريطة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، إن "الاجتماع رسالة بليغة إلى العالم في زمن تنامت فيه وسائل التهديد والأخطار وتدمير المعالم التراثية من قبل كيانات وتنظيمات تحمل أيديولوجيات إرهابية وإقصائية".
وتابع: "48% من الوفيات بسبب الإرهاب كانت في إفريقيا جنوب الصحراء عام 2021، من إجمالي الوفيات في العالم، حيث تم تسجيل 3461 قتيلا".
وأكد بوريطه أن "منطقة الساحل (غرب) في إفريقيا هي موطن الجماعات الأسرع نموا والأكثر فتكا في العالم".
وخلال المؤتمر الصحفي الختامي مع نولاند، دعا بوريطة التحالف إلى إيلاء أكبر بالقارة الإفريقية بالنظر إلى ارتفاع التهديدات الإرهابية فيها.
وأفاد بأنه يوجد 27 كيانا متمركزا في إفريقيا تعتبر "جماعات إرهابية وفق لوائح الأمم المتحدة".
ونزح أكثر من 1.4 مليون شخص داخليا في دول غرب إفريقيا بسبب المواجهات المستمرة.
ويرى المشاركون في اجتماع مراكش أن هنالك صلة وثيقة بين الحركات الانفصالية والحركات الإرهابية، التي تتواطؤ فيما بينها من خلال استغلال الهشاشة الموجودة على نحو يزيد من تأثيرها الذي يزعزع الاستقرار، بوصفها عاملا حاضنا للخلايا الإرهابية التي تخطط للدمار ونشر الرعب عبر العالم.