الوئام الوطني : يبدو أن مخلفات العشرية الماضية في مجال الشحن الشرائحي والخطاب المتطرف لا تزال ماثلة، وهناك من يجمع لها الحطب ليبقي جذوتها متقدة بغرض إشعال نار الصدام المجتمعي خدمة لأجندته الخاصة التي تسعى للثراء على حساب السلم الأهلي ووحدة المجتمع، ولا شيئ غير الثراء الفاحش لمن لا حدود لجشعه الذي لا يعرف الحدود.
لقد كنا نعتقد أن ما مضى من المأمورية الأولى لرئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، كان كافيا لإقناع هؤلاء أن عهدا جديدا من الإنصاف والسعي لتذويب الفوارق والعمل على توزيع ثروات البلد وإشراك الجميع في تسييره.. قد بدأ، وأن الشعور بالأمل في مستقبل واعد لوطن يسع الجميع بات ينتاب الكل، وأن البرامج الاقتصادية والاجتماعية الممولة بالمليارات أصبحت تقلص الفوارق على مدار الساعة... لكن يبدو أن هؤلاء، الرافعين لشعارات الغبن والتهميش، شعروا بخطورة الإجراءات المتخذة من أعلى سلطة في البلد على مداخيلهم الخارجية المرتبطة بقوة صراخهم وتزييفهم للحقائق، فعاد الصراخ من جديد، حتى بدون أدنى سبب.
لكن هؤلاء السائرين عكس قناعاتهم التي عبروا عنها في أكثر من مناسبة، حيث اعترفوا بسلامة وأهمية الخطوات المتخذة وانسجامها مع مطالبهم السابقة، يبدو أنهم نسوا أن النظام الحالي لن يعاملهم بالدعم الخفي ولا التمويل السخي ولا بالمباركة الضمنية التي تلقوها من النظام السابق لحاجة في نفس يعقوب المنتهج لسياسة "فرق تسد وتظفر بمأمورية ثالثة وبالخلود على كرسي الرئاسة وتوريثه".
إن الرئيس لم يصل سدة الحكم رغبة في سلطة ولا طمعا في تكديس أموال، ولم يظهر من تصرفاته أنه يسعى للبقاء في القصر الرمادي، وبالتالي فهو لا يحتاج ولا يريد استغلال صراخهم، بل إن هذا الصراخ مرشح لأن يكون مصدر إزعاج له ولأركان حكمه، وهو المعروف بالحلم والصبر والتأني، لكنه لن يحلم ولن يصبر ولن يتأنى إذا ما هدد كيان البلد أي خطر خارجي كان أو داخلي.
إن استئناف أعداء الوحدة الوطنية والسلم الأهلي لخطاباتهم النارية التي تهدد كيان الدولة، خلال خرجاتهم الإعلامية ورسائلهم الصوتية في وسائل التواصل الاجتماعي، ستضعهم أمام صولة أسد لن يرحمهم ولن يترك لهم مجالا للعبث بأمن واستقرار البلد.. ولقد أعذر من أنذر.
وكالة الوئام الوطني للأنباء