لن أظلم تاريخ الرابع من يونيو، إذا وصفته بيوم الحزن في موريتانيا، أربع وعشرون ساعة طرق الحزن فيها قلوبَ الموريتانيين، ضمن حادثين ألمين صادمين.
البداية كانت باستشهاد خيرة أبناء موريتانيا، أبطالِ الجيش الوطني، في عملية "لمغيطي" غدرا فجر السبت الرابع من يونيو 2005.
ست سنوات من الحزن مرت، قبل أن تُفتح صفحة جديدة من حزن الوطن، كتبت فيها حروف نعي المرحومة ديمت منت آب، التي انتقلت إلى ذمة الله يوم الرابع من يونيو عام 2011.
لقد ترك رحيل "لولة" حزنا عميقا، وتوقفت الأغنية الموريتانية دقيقةَ صمت، ترحما على روحها، التي صعدت من مدينة الرباط المغربية، ليعم الحزن نظيرتها نواكشوط ويمتد النعي إلى آدوابه والفركَان.
ديمي المنحدرة من "الرشيد" وصل صدى صوتها من الوطن أدناه إلى أقصاه، وكانت أنيسا للمزارع في حقله، والراعي خلف ماشيته، والصياد في زورقه، والطبيب في غرفته، والموريتاني في غربته، وسائق الشاحنة أثناء رحلته الممتدة في ربوع الوطن.
ديمي عاشت في قلوب الموريتانيين وأحيت أفراحهم وبلسمت جراحهم، وكانت نموذجا للوطنية وأحبت موريتانيا بصدق.
رحم الله ديمي بنت آبَّ وتقبل شهداءَ الغدر في لمغيطي.
حفظ الله الوطن.
أحمد إسلم الفاضل