الوئام تنشر النص الكامل لخطاب السفيرة الأمريكية السيدة كيرشت بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي

• السادة الوزراء وأعضاء وفد الحكومة،
• زملائي أعضاء السلك الدبلوماسي،
• أصدقائي من مجتمع الأعمال والمجتمع المدني والحكومة،
• السيدات والسادة الضيوف الكرام،
شكرا جزيلا لتلبية الدعوة والحضور هنا الليلة للاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية. ففي الرابع من يوليو، قبل 246 عامًا، تبنى الكونغرس رسميًا إعلان الاستقلال، ومنذ ذلك الحين يحتفل الأمريكيون بهذا اليوم بعدة طرق. ويقال إن احتفال الرابع من يوليو الأول قد أقيم في فيلادلفيا عام 1777 حيث تم تنظيم عروض وألعاب نارية – وأطلقت سفينة 13 طلقة نارية كتحية وتكريم ل13 مستعمرة التي شكلت أمريكا آنذاك. سيحتفل الأمريكيون هذا العام في الولايات المتحدة بهذا الحدث المهم بتنظيم حفلات للشواء، والاستعراضات، والألعاب النارية، والتنزه. وسوف يكون لدينا نفس الاحتفال هنا هذا المساء. ولكن قبل أن نصل إلى فقراته الليلة، أود أن أتحدث إليكم عن قضايا ذات أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية وموريتانيا.
ان علاقاتنا مع موريتانيا هي شراكة متنامية – مبنية على المصالح والأهداف المشتركة. ونعمل مع شركائنا الموريتانيين يوميا لتحقيق إمكانات موريتانيا الكاملة كقائد إقليمي في مكافحة التطرف العنيف ومعالجة قضايا حقوق الإنسان وبناء التماسك الاجتماعي ودعم اقتصاد شامل ومتنوع.
كلمة عن الجانب الامني: لا يمكن لأي بلد أن يزدهر بدون سلام واستقرار. وأود أن أشيد بالدور القيادي الذي تقوم به موريتانيا لمكافحة التطرف العنيف داخل حدودها وفي منطقة الساحل، وترحب السفارة بالفرص المتاحة لمواصلة شراكتنا العسكرية. ففي العام الماضي، نشرت الولايات المتحدة فريقًا من خبراء العمليات الخاصة للتدريب جنبًا إلى جنب مع أفراد البحرية الموريتانية؛ و اختتمنا برنامج دعم بقيمة 14.9 مليون دولار للكتيبة الموريتانية بالقوة المشتركة لمجموعة الساحل دام عدة سنوات؛ و أجرت قواتنا تدريبًا على صيانة الطائرات مع شركائها في القوات الجوية الموريتانية؛ كما أرسالنا ضباط عسكريين إلى برامج متقدمة في مؤسسات عسكرية أمريكية نخبوية من خلال برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي؛ و قام برنامج المساعدة في مكافحة الإرهاب بتدريب 66 ضابطا موريتانيا في مجال إنفاذ القانون مع المزيد من التدريب في المستقبل القريب. ويجب أن تعلم موريتانيا أن أمريكا ستبقى شريكها الثابت في مواجهة تهديدات التطرف والعنف.
وفيما يتعلق بهدفنا المشترك المتمثل في تعزيز الإدماج الاجتماعي وحقوق الإنسان، نشيد بالتقدم الهام الذي أحرزته موريتانيا في هذا المجال. وكما قال الرئيس بايدن، “ان الدفاع عن حقوق الإنسان وإثبات أن الديمقراطيات تقدم خدماتها لشعوبها يمثل تحديًا أساسيًا في عصرنا.” وفي هذا السياق، سنواصل العمل مع شركائنا الموريتانيين لضمان مواجهة هذا التحدي معًا. وقدم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني برنامجا إصلاحيا طموحا لتعزيز الاندماج الاجتماعي وضمان الوصول إلى الخدمات لجميع الموريتانيين ونحن على استعداد لدعم جهود الإصلاح هذه. وأنا جد فخورة بأن سفارة الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل من العمل مع الحكومة والمجتمع المدني في قضايا مثل القضاء على الرق وحماية النساء والفتيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي ودعم الحريات بكافة أنواعها. وعملنا لسنوات في نواكشوط والولايات الداخلية لتعزيز المشاركة المدنية لدعم تمكين الفتيات وانهاء العنف القائم على النوع وللمساعدة في بناء قدرات المدارس.
وقد تسنى هذا العمل الخيري بفضل استقرار موريتانيا وتطورها الديمقراطي كذلك. ومع الانتخابات المقبلة في عامي 2023 و2024، تتطلع السفارة إلى دعم الجهود لضمان أن يتمتع جميع الموريتانيين بإسماع أصواتهم عن طريق صناديق الاقتراع.
أخيرا، شراكتنا الاقتصادية: نواصل التركيز على توسيع تعاوننا الاقتصادي ليشمل الفرص الناشئة عن اكتشافات الغاز الطبيعي وإمكانات موريتانيا الهائلة كمنتج للطاقة المتجددة وكذلك في الصناعات الحديثة. ومن خلال منتدى الأعمال الأمريكي الموريتاني، قمنا بتعزيز التجارة والاستثمار في قطاعات الزراعة والتجارة الإلكترونية وقطاع تصنيع الأغذية. وسنواصل تشجيع الشركات الأمريكية على جلب ابتكاراتها إلى موريتانيا كما سندعم الحكومة الموريتانية على المضي قدمًا في إصلاحاتها الاقتصادية والتنظيمية. ومن أجل دمج الشباب الموريتاني بشكل أفضل في اقتصاد اليوم، تستثمر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 24 مليون دولار في برامج الشباب لتعزيز التماسك الاجتماعي والمشاركة المدنية وتقديم التدريب على المهارات المهنية والقيادية. وكلنا أمل أن يتمكن جميع الموريتانيين قريبًا من تحقيق إمكاناتهم الاقتصادية في اقتصاد منتج ومنصف ومستدام بيئيًا.
وبالطبع، فان التحدي الأكبر الذي واجهنا جميعًا هو الوباء العالمي كوفيد 19. فمن خلال مبادرة كوفاكس، سلمنا ما يقرب من مليوني جرعة من اللقاحات لموريتانيا. لقد أدى تعاوننا القوي مع وزارة الصحة إلى ضمان توزيع هذه اللقاحات في جميع أنحاء البلد مما ساهم في حصول موريتانيا على أحد أعلى معدلات التلقيح في القارة. ان مساهماتنا في المجتمع الموريتاني لا تتوقف عند هذا الحد. فمنذ العام 2007، استفاد ما يزيد على 1300 طالب، من المحرومين اقتصاديًا، من برنامج اللغة الإنجليزية لمدة عامين منذ ذلك الحين مما يتيح لهم فرصًا في السوق العالمية. كما استفاد أكثر من 500 موريتانيا من برنامج الزائر الدولي، بما في ذلك العديد من الوزراء وكبار المسؤولين والأكاديميين والصحفيين وقادة المجتمع المدني. وشارك أكثر من 250 موريتانيا في برامج تعليمية مرموقة مثل فولبرايت بالولايات المتحدة الامريكية. وتعزز برامج التبادل مثل هذه الروابط بين بلدينا بطرق عميقة ودائمة وتعطي الفرصة لمواصلة تطوير الاحترام والتفاهم المتبادلين.
أخيرًا، أود أن أشيد علنًا بالتصويت الأخير لموريتانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم أوكرانيا. انضمت موريتانيا إلى الولايات المتحدة و138 دولة أخرى في تبني قرار يستنكر العدوان الروسي ويطالبها بسحب قواتها “فورًا وبشكل كامل وبدون شروط” من الأراضي الأوكرانية. وصوتت بلداننا أيضًا معًا شهر مارس الماضي لإدانة الهجمات الروسية ضد المدنيين وأعربنا معًا عن قلقنا بشأن تأثير الصراع على زيادة انعدام الأمن الغذائي. وأرسلت هذه القرارات رسالة لا لبس فيها لدعم أوكرانيا والقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة. وبهذه المناسبة، أود أن أثني على عزم موريتانيا على اتخاذ هذا الموقف. أشعر مثلكم بالرعب من التقارير التي تفيد بالسقوط غير المقبول لضحايا مدنيين ونزوح جماعي في أوكرانيا نتيجة للعدوان الروسي. وتؤمن الولايات المتحدة بقوة بأن تصويت موريتانيا لدعم القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة سيُذكر على أنه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به.
وقبل الختام، أود أن أشكر العديد من الأشخاص الذين جعلوا هذه الليلة ممكنة. كما اود ان اشكر رعاة هذا الحفل وأخص بالذكر كوسموس انرجي والمطاحن الكبرى لموريتانيا وسيبورد وسوبوما وكوكا كولا لعرض مساعدتهم لجعل هذا الحدث ممكنًا. والشكر موصول لموظفينا في السفارة الذين عملوا لأشهر متتالية لتنظيم هذا الحفل – شكرًا لستيوارت مدير الحفل وسارة بنشيبا، المسؤولة عن المراسم وستيفن دومبكوسكي مهندس الصوت. شكرًا لفريق العلاقات العامة والإدارة وفريق الأمن لإبقائنا جميعًا آمنين، شكرًا لكم على مساهماتكم التي لا تقدر بثمن لإنجاح هذا الحفل. وشكرًا جزيلًا أيضا لموظفي مكاتب الخدمات والمرافق العامة على كل ساعات العمل الشاق التي قضوها في تجهيز السفارة لهذه الحفلة.

وأخيرا أود أيضًا أن أتقدم بشكر خاص للفرقة الموسيقية الموهوبة رباعي الينور دوبنسكي على قدومهم من الولايات المتحدة الأمريكية لعزف مثل هذه الموسيقى الجميلة بما في ذلك الاناشيد الوطنية. مرحبا بكم في موريتانيا.
أيها الضيوف الكرام، أرجو أن تتقبلوا امتناني لكم لحضوركم هنا الليلة للاحتفال بعيد الاستقلال الأمريكي وللعمل المهم الذي تقومون به كل يوم. والآن استمتعوا من فضلكم بالحفل. شكرا جزيلا.

 

جمعة, 01/07/2022 - 11:15