الاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للزراعة بشقيها المروي والمطري يجسد رؤية ثاقبة لتحقيق الامن الغذائي للشعب الموريتاني ..
فبعد عقود من اللهث وراء الصدقات التي ترسلها الدول الصديقة والشقيقة لشعبنا الأبي منذ أن اعتمد في قوته اليومي على المساعدات التي توزعها مفوضية الأمن الغذائي و التي بدأت تمنح مجانا ثم أصبحت تباع بأسعار مخفضة ..
إن الهدف من وراء ذلك اتضح جليا أنه لغرض اعطاء المواطن الموريتاني ظهره لإستغلال أراضيه الزراعية الخصبة والاعتماد على ما ينتجه الغرب أو الشرق من المواد الغذائية لتظل عملاته الصعبة مستنزفة في شراء انتاج الاخر ..
و مما لا مراء فيه أن جائحة كوفيد 19 وما رافقها من إغلاق للحدود البرية والبحرية والجوية بين الدول بالاضافة الي حرب اوكرانيا جعل من الخطإ أن يظل الشعب الموريتاني يضع يده على صدره في انتظار ما ينتجه الآخر ..
و لئلا تظل الحلقة تدور كما كانت في أكثر من ستين سنة من عمر الدولة المدنية قررت الحكومة الموريتانية من بداية مأموريتها تسخير وسائلها المادية والبشرية واللوجستية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال التوجه إلى الزراعة بجميع اشكالها ..
وكان نداء رئيس الجمهورية ابان إشرافه على إطلاق الحملة الزراعية من روصو لرجال الأعمال إلى الدخول بقوة في تنفيذ مشاريع زراعية خاصة في مادة الخضروات التي تأثر بلدنا بالعجز فيها بعد حادثة "الكركرات " على الحدود مع المغرب ..
وعليه فإن إطلاق الحملة الزراعية الأخيرة هذه السنة من سد لكراير بمقاطعة تامشكط في بداية موسم الأمطار يتطلب من المجتمع الموريتاني في ظرف كهذا أن يشمر عن ساعد الجد لبذر الأرض في موسمي الري والمطر , لكي يطبق بذلك المقولة الحكيمة والشائعة "من جد وجد ... ومن زرع حصد".