افتتاحية الوئام : يوما بعد يوم تتكشف خيوط إرساء دولة القانون والمؤسسات التي وضع لبنتها الأولى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مع وصوله لسدة الحكم قبل أربعة أعوام من الآن.
كانت البداية بتهدئة سياسية افتقدتها الساحة على مدى أكثر من عقد من الزمن.. عقد ظل طابعه الاحتقان والتنابز بالألقاب، وتبادل العبارات النابية بين الفرقاء السياسيين، فكانت نتيحته انقساما حادا وضع البلد برمته في مربع الضحية، والاستقرار في مهب الريح.
ومع تنصيب ولد الشيخ الغزواني رئيسا للجمهورية بدأ الاحتقان في الانحسار، وأسلوب التخاطب بين قادة الطيف السياسي يتجه نحو المسؤولية، والعمل في دائرة المشتركات يتسع، ورست سفينة الوطن على شاطئ التعاون فيما بين أغلبية تبني ومعارضة تراقب وتثمن وتصحح.. وتنتقد بأسلوب بناء.
الانفتاح السياسي الجديد مكن الجميع من وضع بصماته في صفحة الإصلاح، وأنار الطريق أمام الكل للمشاركة في البناء، وأعاد الثقة المفقودة بين شركاء الشأن العام.
ومع كل إطلالة يوم جديد من السنوات الفارطة من عمر المأمورية الرئاسية الأولى يقترب النظام من نقطة تجسيد فصل السلطات وتدعيم المؤسسات الدستورية، فالحكومة تسعى جاهدة لتطبيق برنامج رئيس الجمهورية، والبرلمان يعمل بكل حرية واستقلالية، والقضاء يمارس صلاحياته كاملة غير منقوصة، والصحافة تعمل بدون رقيب تنفيذي.
ولعل ابتعاد الحكومة عن التدخل في ملفات من اختصاص سلطات أخرى، كملف فساد العشرية، وملف النائب كانا من أبرز تجليات الفصل بين السلطات.
وخلال السنوات الأربعة الأخيرة، شهد تعزيز اللحمة الوطنية قفزة نوعية رغم الإرث المدمر للعشرية في هذا المجال، فانتقلت السلطة الحاكمة من متآمر يغذي خطاب العنصرية والكراهية، إلى جابر للخواطر، وداعم للتآخي، ومتصد للشقاق والخلاف بين مكونات المجتمع.
لقد صبت خرجات رئيس الجمهورية الاعلامية، وخطابيه في مهرجاني وادان وجوول، في اتجاه توحيد الشعب ورص صفوفه في معركة بناء المستقبل.
وتعزيزا لهذا المسار، أطلقت الحكومة العديد من المشاريع التنموية الخاصة بالطبقات الهشة، سبيلا للمساواة ولردم الهوة بين غنى البعض الفاحش، وفقر الآخر المدقع.
كل ذلك وعجلة إنجازات النظام تدور في الاتجاهات الصحيحة، تعليميا وصحيا وعمرانيا وخدماتيا، وعلى كل المستويات الهامة الأخرى، باعتراف المستفيدين والمراقبين.
وعلى المستوى الخارجي، سجلت الدبلوماسية الموريتانية حضورا قويا إقليميا وعربيا وافريقيا ودوليا، بفضل حكمة رئيس الجمهورية وتوجيهاته وزيارته التي تؤتي أكلها كل حين، وليست زيارته للصين منا ببعيدة.
إنجازات السنوات الأربع تمت ترجمة تثمينها والتعلق باستمرارها من خلال صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية الأخيرة، والتي كانت بمثابة استفتاء شعبي صوت لصالح مضي رئيس الجمهورية في تطبيق برنامجه التنموي الشامل خلال سنوات المأمورية الرئاسية الثانية الخمس المقبلة، وهو المطلب الشعبي الملح الذي لا سبيل لعدم تلبته تحت أي ظرف.
وكالة الوئام الوطني للأنباء