في وقت مبكر من صباح اليوم، ودون سابق ترتيب، ومن دون وفد رسمي مرافق، زار رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مضخة المياه المركزية في “جدر لكراع”، غير بعيد من “بنينعجي”، في مقاطعة كرمسين بولاية اترارزه، مدشنا بذلك عهدا جديدا من الزيارات المفاجئة للمعنيين وللسلطات الإدارية والمراقبين والرأي العام.
الزيارة جاءت بعد أيام من موجة عطش حادة في أحياء العاصمة نواكشوط، وشهدت وقوف المسؤول الأول في السلطة، بنفسه وبعيدا عن أي وسيط، على عين المكان، للاطلاع على حقيقة الأسباب التي أدت لهذا النقص الحاد في توفير مياه الشرب لأكبر مدن البلاد، والتي تحوي ثلث سكان الوطن، ولإعطاء التوجيهات المباشرة للقائمين على المحطة وتوفير ما يتطلبه الإسراع في إعادة مياه الشرب إلى مجاريها.
زيارة رئيس الجمهورية المفاجئة، والتي قادته إلى محطة التصفية الأخيرة المعروفة بـPK17، يبدو أنها تدشين لفترة التعاطي بصرامة مع المقصرين، وتعاط جديد مع المسؤولين عن القطاعات الخدمية، وطمأنة للمواطنين بأن عهد التساهل والتغاضي عن توفير الخدمات العمومية قد ولى إلى غير رجعة.
توجيهات رئيس رئيس الجمهورية لم تقتصر على المباشرين لعمل المحطة، بل شملت الوزير المكلف بالقطاع، لفتح تحقيق عاجل مباشرة بعد عودته لنواكشوط لمعرفة حقيقة هذا النقص وتقديم بيان مفصل حول الموضوع، يتضمن أسباب المشكل، والحلول المقترحة، أمام الحكومة في اجتماعها المقبل.
وتراوحت توجيهات الرئيس بين الاستعجال، على المدى القريب، لتخفيف وطأة أزمة مياه الشرب، والاستدامة، على المديين المتوسط والبعيد، لوضع حد نهائي لمثل هذه الأزمات، سبيلا لحلها بشكل جذري، وقطعا للطريق أمام عودتها مجددا.
المراقبون يتوقعون لهذه الزيارة أن يكون لها ما بعدها، من تطهير للإدارة، وتمكين للكفاءات، ورصد للامكانيات، ومتابعة للتنفيذ.. حتى تتجسد توجيهات الرئيس وتطلعاته لرفاه المواطنين وولوجهم للخدمات العمومية بكل سلاسة واستدامة واطمئنان.
لقد لاقت زيارة الرئيس اليوم ترحيبا شعبيا كبيرا، نظرا لتوقيتها وطريقة أدائها البعيدة عن الاستعراض والاستهلاك الإعلامي.
وكالة الوئام الوطني للأنباء