(افتتاحية ) - بعيدا عن الحملات الإعلامية التي تعتمد التضخيم والتهويل ولفت الانتباه، يحرص فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على معالجة الاختلالات بطريقته الخاصة التي تعتمد البحث عن مكامن الخلل ووضع الحلول الجذرية.
معالجة تبتعد عن اللعب على وتر العواطف الجياشة، والخديعة الممنهجة، والاستعراض الفارغ.
كانت مشكلة العطش في العاصمة نواكشوط، التي تحوي نحو ثلث ساكنة البلد، من أبرز التحديات التي واجهت عمل الحكومة خلال السنوات الأربع الأخيرة، لكن الرئيس لم يسع إلى التعاطي مع الأزمة بأساليب الارتجال والاستعجال المخل بفهم الأسباب، والمضر بفاعلية الحلول.
لقد قرر رئيس الجمهورية الوقوف بنفسه، دونما وسيط، على حقيقة الأمر، فقام بزيارة مفاجئة لمصدر المعالجة والضخ، واطلع على أوجه التقصير الذي أدى لنشوب الأزمة وتفاقمها على شكل غير مسبوق، ومع ذلك لم يفصح عن الطريقة التي سيتم بها تصحيح الوضع ومعاقبة الضالعين.
غير أن نتائج مجلس الوزراء المنعقد اليوم، في آخر جلسة له قبل دخول الحكومة في عطلتها السنوية، حملت بشائر التغيير الجذري المبني على الحقائق الميدانية التي تنصف الدولة والمجتمع، وتقيم الحجة على الضالعين في عمليات التقصير والفساد.
لقد صنفت زيارة الرئيس الميدانية والمفاجئة أسباب أزمة المياه في العاصمة كنتيجة حتمية لإهمال الصيانة، وهو ما تقع مسؤوليته بشكل كامل ومباشر على إدارة شركة المياه SNDE، فتمت إقالة مديرها العام ومساعده، وتعيين إطارين عرفا بالكفاءة والنزاهة مكانهما.
وفور انتهاء اجتماع مجلس الوزراء اليوم، تم استدعاء الأمناء العامين للوزارات إلى القصر الرئاسي للقاء رئيس الجمهورية، من أجل ضمان سير العمل الحكومي خلال عطلة الوزراء، ومتابعة انسيابية الخدمات العمومية، واتخاذ ما يلزم في حالات التقصير والفساد.
لقد قرر الرئيس القيام بالإشراف الشخصي على عمل الحكومة والإدارة، مدشنا بذلك مرحلة جديدة من الصرامة التي تعتمد مبدأ العقوبة والمكافأة.
وكالة الوئام الوطني للأنباء