الوئام الوطني - افتتاحية/ لا يزال رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يواصل مفاجآته للمسؤولين في مختلف القطاعات الخدمية التي تهم إسعاد المواطنين أينما كانوا.
مفاجأة اليوم كانت في محطة هامة تقدم الدولة من خلالها الخدمات الصحية عبر مؤسسات تابعة للقطاع العمومي، ويؤمها في الغالب الفقراء من أبناء الشعب، وذلك هو الدافع الأول لزيارتها من قبل فخامة رئيس الجمهورية، المعروف باصطفافه مع الطبقات الهشة، وبوقوفه معهم والاهتمام بهم وبحل مشاكلهم.
وشملت الزيارة المفاجئة اليوم مركز الاستطباب الوطني، و مستشفى الأعصاب، والمركز الوطني لأمراض القلب. وهي المراكز التي يتعالج فيها غالبية مرضى الوطن، وتعتبر العناية بها وبجودة خدماتها أكبر مساهمة في تدعيم الصحة العمومية وإسعاد المرضى وذويهم، خاصة ممن ليست لديهم قدرة العلاج في الخارج على نفقتهم الخاصة.
لقد شملت جولة الرئيس اليوم زيارة الحالات المستعجلة وغرف الحجز والعمليات، حيث قابل المرضى ومرافقيهم وتحدث معهم وجها لوجه، مستفسرا عن ظروفهم الصحية، وعن طبيعة ومستوى الخدمات المقدمة لهم، كما تحدث مع الطاقم الطبي والإداري واستمع منهم للمشاكل والنواقص المطروحة، ووجه بضرورة التغلب عليها، ودعا القائمين على هذه المرافق الصحية إلى ضرورة تقريب الخدمات الطبية من المواطنين، وتسريعها وتوخي الجودة في الأداء، و احترام المواطنين.
وفي المقابل، وكما يحرص دائما خلال زياراته وخرجاته الإعلامية وخطاباته الرسمية، فقد عبّر رئيس الجمهورية عن عدم قبول بعض المظاهر المتعلقة بنقص مستوى الاهتمام بالمواطن الضعيف، وفي حالة اليوم عبر عن انزعاجه من عدم وجود الطواقم الطبية في أماكن عملها و إهمال النظافة في بعض المرافق، لكنه، وبمنطقه المتوازن المبتعد عن التعميم ورمي أوزار البعض على البعض الآخر، حرص على الإشادة، في نفس السياق، بالمستوى الجيد للخدمات المقدمة في بعض المرافق المزورة و هنأ القائمين عليها.
لم تقتصر زيارة الرئيس اليوم على مجرد الملاحظة والنقد والإشادة، بل إنها جلبت مصالح سيجري العمل على توفيرها في المستقبل القريب، انطلاقا من تعليماته لوزيرة الصحة باقتناء كل المستلزمات من أجل إنهاء الأعمال قبل نهاية السنة الجارية في جناح العمليات الجراحية و الجناح الخاص بالإنعاش، و جناح الاستقبال و غرف الحجز في مستشفى التخصصات، متعهدا بتوفير كل الإمكانيات من أجل أن يصبح المركز الوطني للتخصصات مستشفى مرجعي في المنطقة.
الجولة الرئاسية في المراكز الصحية الثلاثة الكبرى بالبلد، كانت مقدمة لزيارة المشاركين في المراجعة الدورية لاستراتيجية قطاع الصحة في قصر المؤتمرات، حيث تحدث أمام الحضور، مؤكدا على ضرورة حضور الطواقم الطبية في أماكن عملها، والعناية الخاصة بالمواطن و خصوصا المواطن الضعيف، بالإضافة إلى الاهتمام بنظافة المرافق الصحية.
وبجولته اليوم في المراكز الصحية، يكون قطار المفاجآت الرئاسية، الذي كانت محطته الأولى في قطاع المياه، قد وصل اليوم لمحطة هامة تتعلق بالصحة العمومية التي تعتبر إحدى أحجار زوايا برنامج "تعهداتي"، وإحدى الأولويات التي تسهر الحكومة على توفيرها، والتي حققت فيها نجاحات مبهرة، خاصة خلال جهود التصدي لجائحة كورونا التي انهارت بسببها منظومات صحية عريقة في دول ذات تاريخ عريق في المجال الصحي.
وكالة الوئام الوطني للأنباء