افتتاحية الوئام : رغم أجواء الإحباط والتشاؤم والتشفي، التي ملأت صفحات التواصل الاجتماعي قبيل ساعات من المبارات التي جمعت المنتخب الوطني (المرابطون) بنظيره الجزائري، ضمن تصفيات كأس أفريقيا للأمم 2023، التي تجري في جمهورية ساحل العاج، ظلت قيادة اتحادية كرة القدم، بقيادة رئيسها الطموح أحمد ولد يحي، وأعضاء الفريق ومشجعوه متمسكون بالأمل والثقة بالنصر.
نصر لم يكن وليد الصدفة، إذ جاء تتويجا لمسار طويل من التضحيات والاستثمار في تطوير وتدريب الكادر البشري وتوفير المستلزمات اللوجستية، فكان امتدادا لانتصارات سابقة راكمها رئيس الاتحادية بعد أن راهن عليها في أجواء من التثبيط والسخرية.
بعض المراقبين وصف فوز المرابطون الليلة البارحة بانتصار التحدي، بعد تقليل محللين رياضيين من الجزائر أهمية فريقنا الوطني، حتى وصل الأمر بأحدهم إلى القول إن الجزائر عليها أن تعتزل كرة القدم إذا فازت عليها موريتانيا.. وله نقول: لقد حصل الفوز وحان وقت الاعتزال.
وحده المعلق الرياضي الجزائري الدولي حفيظ دراجي كان منصفا في تعليقه على نتيجة المباراة، فهنأ موريتانيا وطالب فريق بلاده باستخلاص العبر والاستفادة من الدروس.
قد يقول البعض إن موريتانيا وصلت لهذا المستوى لأول مرة، وهذا صحيح، لكن عليه أن يدرك أن عالمها الكروي نال الاهتمام والرعاية والإصرار على تحقيق الانتصارات على يد رئيس الاتحادية أحمد ولد يحي لأول مرة.. وأن المتطلبات المادية والتكوينية واللوجستية أنفقت على الفريق بسخاء في ظل نظام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لأول مرة.. وأن جمهورا رياضيا مشجعا ودافعا للانتصار، تَشَكَّل لأول مرة.
لقد حقق المرابطون بفوزهم التاريخي هذا ضميرا جمعيا التف حوله كل المواطنين، وشعورا وطنيا جمع الطيف السياسي، فكان فرصة إجماع تحت العلم الوطني، فانهالت التهانئ والتبريكات على الفريق وعلى رئيس اتحادية كرة القدم، من كل حدب وصوب، وكان أولها وأبرزها ما تضمنته تهنئة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للمنتخب الوطني، جاءت على شكل اتصال هاتفي، بالصوت والصورة، ببعثة المنتخب الموجودة في بواكي، لتقديم تهنئته وتبريكاته للفريق وطاقمه، بمناسبة الانتصار التاريخي الذي حققه المرابطون على المنتخب الجزائري، ليتأهل للدور ثمن النهائي من كأس أفريقيا للأمم 2023، إذ لا وقت لكتابة التهنئة، فذلك يعني تأخيرها لبضعة دقائق، وهو ما لم يرده الرئيس.
لقد عبر فخامة الرئيس، خلال الاتصال، عن سعادته البالغة بهذا الانتصار، مؤكداً أن الشعب الموريتاني الكريم يستحق هذه الفرحة التي دخلت كل بيت في ربوع الوطن العزيز.
وقال فخامته، إن هذا الإنجاز الكروي كان ثمرة للجهود الجماعية التي بذلها الجميع، معبراً عن تقديره للروح الانتصارية لكافة عناصر الفريق، التي أبانوها خلال كل أدوار المباراة.
إن انتصار فريقنا الوطني ليؤكد أن الطموح والإصرار والتفاؤل، أمور تنفع الناس وتمكث في الأرض، وهي بذور زرع حصده فريقنا الوطني.. وأما زبَد الركون والتشاؤم والاستسلام، فيذهب جفاء، كما كل الزبد، وفي كل العصور.
وكالة الوئام الوطني للأنباء