أعلن مساء اليوم عن تشكيل فريق برلماني للصداقة الموريتانية الجزائرية.
ويرأس الفريق النائب البرلماني الداه صهيب، النائب الأول للرئيس: محمد أحمد سالم طالبنا النائب الثاني للرئيس: اسلكو ابهاه
ويضم الفريق في عضويته كل من أحمد عبد الله لوليد، وفاطمة محمد يربه، ومحمد الشيخ سيديا الطلبة، ونواب آخرون.
وفي كلمة له أكد النائب صهيب أن هذه اللجنة مكملة ورافدة للعمل الحكومي بين موريتانيا والجزائر.
وأضاف أن هذا الفريق البرلماني يمكن أن يسمى الدبلوماسية البرلمانية.
جرت مراسيم تشكيل الفريق بحضور وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان السيد سيد أحمد ولد أج، وسفير الجمهورية الجزايرية الديمقراطية الشعبية السيد محمد بن عتو
نص خطاب النائب الداه صهيب
السادة والسيدات:
كم أنا مسرور وأنا أتناول الكلام في حفل إطلاق هذه النسخة من اللجنة البرلمانية لتعزيز العلاقات بين موريتانيا والجزائر.
السادة والسيدات:
هذه اللجنة مكملة ورافدة للعمل الحكومي بين البلدين، وتلعب دورا فيما يمكن أن نسميه الدبلوماسية البرلمانية، حيث أن النواب يمثلون الشعب ويجسدون إرادته، وهي الإرادة التي يتبدى واضحا حرصُها على الدفع بعلاقات البلدين إلى أعلى مستوى.
والحقيقة أن علاقات الجزائر وموريتانيا دوما حميمية، أخوية، وهي دافئة بالفعل وبالقوة، قوية بنفسها وبنا.
من شاهد وقوف الجمهور الجزائري في مدرجات الملعب الأسبوع الماضي تحية للاعبي موريتانيا الذين انتصروا بود على إخوتهم الجزائريين في كأس إفريقيا، سيعرف أن وراء الأكمة ماوراءها.
ومن ما راءها أن بلاد ثورة المليون ونصف المليون أخت شقيقة لبلاد المليون شاعر، والألف منارة..
ساهمت الدماء التي لا تستحيل ماء والدين واللغة والثقافة والجيرة في صهر العلائق وتوطيدها.
الانتماءات البشرية المتداخلة، والسحنات المتشابهة، ومخارج الكلم المتقاربة، ليست إلا ملامح على كينونة عمرها آلاف السنين.
وعلى الدوام كانت خاصرة بلاد شنقيط تألم إذا ما ناب الجزائر ألم، وكانت جبال الأوراس والهكار تبيت تقاسي الأمرين إذا ما شوكة أصابت الأهل في موريتانيا.
هو دم ودين وعهد تركه الخلف للسلف، الموريتاني يطرب قسرا عند ما تغازل طبلة أذنه، كلمات درة مفدي زكريا شاعر النضال والثورة: قسما بالنازلات الماحقات..
ويغلي الدم حمية وحماسة ووطنية..
يفرح الجزائريون بأي نجاح أو إنجاز يحققه أشقاؤهم في موريتانيا.
ذاك ملمح بسيط عن الدماء المشتركة والوشائج بين الشعبيين.
فماذا عن العلاقات الرسمية؟
منذ أول يوم لهما في السلطة حرص الرئيسان محمد ولد الشيخ الغزواني وعبد المجيد تبون على أن تكون علاقات الجزائر ونواكشوط نموذجا يحتذى.
قبل سنة من الآن كانت زيارة الدولة التي قام بها للجزائر فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بدعوة كريمة من أخيه وشقيقه فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون.
وقبلها وبعدها تواترت الزيارات والاجتماعات والانجازات التي تعزز العمل المشترك بين الشعبين، وتعمل على ترك بصمات منجزة للتاريخ في ذلك المجال.
نريد أن تساهم هذه اللجنة في رفد وتعزيز التعاون والشراكة بين العاصمتين المهمتين، وفي زيادة الترابط بين الشعبين.
وسيكون من اهتماماتنا لا شك السعي لتوحيد المنطقة وضخ دماء جديدة في شريان الحلم المغاربي.
لا يسوغ إغلاق القوس هنا دون تناول قضية العرب الأولى حيث عرف البلدان بدعمها اللا مشروط لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وأولها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفلسطين تيمة وربع عزة وبيت قصيد عند العاصمتين عبر التاريخ.
السادة والسيدات
نحن في هذا الفريق نستلهم من روح الأمير عبد القادر والشيخين بن باديس والإبراهيمي، ونتنسم من عبق مالك بن نبي ومفدي زكريا، ونقتبس من شمم وفدائية البطلة جميلة بوحيرد، بنفس الدرجة التي نستلهم فيها من جلادة ونور وسمت الشيخ عبد الله بن ياسين والأمير أبي بكر بن عمر واالشيخ سيدي المختار الكنتي والشيخ سعد أبيه والشيخ ماء العينين والإمام الحاج عمر الفوتي وآخرين وأخريات من قبلهم ومن بعدهم.
وكلنا ثقة أننا سنفوز في الرهان، نتيجة وثوقنا في قيادتينا وشعبينا، وكل الدعوات لموريتانيا والجزائر بالتوفيق والتسديد.