لم يكن "جسر التآزر"، المشيد على ما كان يعرف بملتقى طرق باماكو في مقاطعة الرياض بولاية نواكشوط الشمالية، أول ولا أهم إنجاز يدشنه رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال مأموريته الأولى، حيث تعددت الانجازات بتعدد التعهدات، فطالت مختلف مناحي الحياة وكل شبر من أرض الوطن.
غير أن تدشين "جسر التآزر" يظل فريدا من نوعه منذ استقلال البلاد، فهو أول جسر يتم بناؤه داخل العاصمة نواكشوط، بل وداخل كل مدن البلاد، وتدشينه، فضلا عن ذلك، يعتبر تدشينا لمرحلة جديدة من التحديث والعصرنة والتيسير والتنمية.
ورغم الأهمية الكبرى التي أولاها برنامج "تعهداتي" للبنى التحتية، وما تم تنفيذه منها سابقا، كالطرق الحضرية مثلا، إلا أن حرص رئيس الجمهورية على ترتيب الأولويات جعل البناء البشري في صدارة إنجازات المأمورية الأولى، فتم التشغيل وإطلاق البرامج التنموية وتعزيز القطاعات الخدمية، وتوزيع المساعدات النقدية والعينية وتوفير التأمينات الصحية، وإطلاق المدرسة الجمهورية... وهو ما يبرر تأخر إنجاز الجسور إلى آخر المأمورية، فهي مشيدة، في نهاية المطاف لصالح الإنسان الذي هو الغاية والوسيلة، ولكي يستفيد من خدمات التطوير والتحديث عليه أن يوجد أصلا، وأن تكون له كرامة، وأن يحصل على حقوق.
لقد تم تدشين الجسر ودخل الخدمة العمومية تنفيذا لتعهدات الرئيس، وكجزء من تنفيذ مشروع يهدف إلى تطوير التقاطعات ذات المستويات المتعددة في نواكشوط، وقد تم تشييده وفق المعايير الفنية المتعارف عليها عالميا، بحيث تم إنشاء دوار مع معبر مرتفع عند تقاطع باماكو، وكذا طرق الوصول إليه، كما يتكون من جسر عوارض من الخرسانة المسلحة بامتداد 20 م وطول 200 م وعرض السطح 12م، بالإضافة إلى 71 م من سدود الوصول مع الجدران الاستنادية على كلا الجانبين، ودوار دائري بعرض 10.50 م، وطرق معبدة على مساحة إجمالية قدرها 3000 متر مربع، بالإضافة إلى تركيب اللوحات الإرشادية وأجهزة السلامة على الطرق والإنارة العامة.
إن من بواعث الفخر في هذا الإنجاز الكبير، وغيره من إنجازات المأمورية الأولى، أنه تم على نفقة الدولة، إذ خصصت الحكومة موارد من الميزانية العامة الاستثمارية لعام 2021 لتمويل إنشاء وتطوير التقاطعات ذات المستويات المتعددة في نواكشوط، والتي يدخل إنشاء هذا الجسر ضمنها. وقد بلغت تكلفته الإجمالية 298194734.1 اوقية جديدة.
وبالتوازي مع تدشين الجسر في أقصى جنوب العاصمة، كان أقصى جهتها المقابلة شمالا على موعد مع إنجاز آخر ذا صلة وثيقة بتحسين البنية التحتية الطرقية.
يتعلق الأمر بتعزيز شركة النقل العمومي أسطولها في العاصمة نواكشوط بـ50 حافلة جديدة، لينتقل الرئيس من تدشين الجسر الطرقي إلى أعطاء إشارة دخول تلك الباصات الخدمة، فيما تؤكد الشركة أنها تنتظر وصول دفعة من 62 حافلة خلال الفترة القادمة.
الدفعة المنتظرة من الحافلات المركبة ذات الجودة العالية، تتسع كل واحدة منها لـ151 راكبا، وستكون مخصصة لنظام النقل عالي الجودة والسعة، على ممرّات محجوزة.
لقد تعهد رئيس الجمهورية، في حملته الانتخابية وضمن صفحات برنامج "تعهداتي" بالعمل على حل معضلات النقل داخل العاصمة نواكشوط من خلال توفير البنية الطرقية اللازمة وأسطول النقل المتطور، وها قد أنجز حر ما وعد.
وكالة الوئام الوطني للأنباء