الوئام الوطني : بطريقة مغايرة وبلهجة متواضعة واثقة، تقدم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إلى شعبه برسالة أرادها موجهة لكل الشعب بلغاته الوطنية، فضل أن تكون بطرقة مغايرة دون ضجيج خلافا لكل أسلافه، رغم توفر فرص تمريرها عبر أنشطة رئاسية جماهيرية عديدة خلال شهري ابريل ومايو على التوالي، رغبة منه في عزل النشاط الحكومي في آخر مأموريته عن النشاط السياسي، وهي رسالة واضحة فهمت على أكثر من مستوى.
جاء اعلان رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، لترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في الـ 29 من شهر يونيو المقبل ليضفي جدية على السباق الانتخابي الذي ظل في انتظار هذا الإعلان ليكتسي أهميته في اللحظة التاريخية من عمر الدولة، وقد انتظرت الساحة ترشحه بكثير من الترقب، بعد النداءات والمطالب التي جاءت من عمق الجماهير والفاعلين السياسيين والمنتخبين والشخصيات المرجعية الذين شكلت مأموريته الأولى بالنسبة لهم جميعا مرحلة فارقة أعاد فيها فخامة الرئيس تأسيس موريتانيا كدولة قوية ترسم آفاق مستقبلها واستثمارها بنفسها، وتحطم قيود التخلف والفقر، وتضع لبنات استقرارها بثبات في محيط إقليمي افريقي يتخبط في ويلات الانقلابات والانهيارات الأمنية والحروب.
بكل بساطة وثقة، وكما عودنا دائما منذ أصبح رئيسا لموريتانيا بكل اطيافها وفتح قصرها لكل سياسييها وقادتها الاجتماعيين، تحدث رئيس الجمهورية عن منجزاته لموريتانيا بعيدا عن الشّخصنة والارتجالية والشعبوية والاستغلال السياسي الرخيص، مؤثرا الاعتماد على النهج التشاركي في اتخاذ القرارات الكبرى وعلى العمل المؤسسي الرصين الذي يعالج المشاكل من جذورها وينظر للصورة بكل أبعادها، مستعينا في ذلك بخلاصة تجربة كبيرة ومتراكمة في مركز القرار، ومتكئا على أخلاق رفيعة و ثقافة دينية وعصرية أسست لرجل دولة حكيم.
بعد تمكنه من مفاتيح التهدئة السياسية غير المسبوقة منذ استقلال موريتانيا عام 1960، ومسلحا برضى مليون و500 مائة معيل اسرة من المتعففين الذين استفادوا خلال مأموريته من مشاريع المندوبية العامة للتآزر في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية الزراعية والمساعدات المالية والتأمين الصحي، وبدعم سياسي من الحزب الحاكم "الانصاف" وأحزاب الموالاة، وآلاف الموريتانيين الذين وثقوا في سياسته الرشيدة المتواضعة و العميقة من نخبة البلد العاقلة و الرصينة الباحثة عن إدارة حكيمة مستنيرة، مدعوما بثقة كبيرة من شركاء موريتانيا الذين وجدوا فيه الشريك الموثوق القادر على إدارة علاقة استيراتيجية متينة وبناءة، وعد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بأن مأموريته المقبلة ستكون بالشباب ومن أجل الشباب، مشيرا إلى أنه رغم كل ما أنجز لصالحهم إلا أنه متفهم جدا لما لدى الشباب من مآخذ وانتظارات وطموح.
إعلان ترشح فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رسالة عميقة الدلالة وجهت للكتلة الأكثر تأثيرا في مجتمعنا وفي المجتمعات الافريقية، في ظل آفاق اقتصادية واعدة مع الاكتشافات المعدنية والغازية ومشاريع الطاقة المتجددة، ليس للشباب فقط ولكن أيضا في مجال ترسيخ الوحدة الوطنية ودعم عوامل الانسجام الاجتماعي وتحسين الظروف المعيشية للفئات الهشة وتعزيز المدرسة الجمهورية وتطوير البنية التحتية التعليمية والصحية وتسهيل الولوج لمختلف الخدمات الأساسية وتنويع الاقتصاد الوطني.
انها مأمورية جديدة لرئيس يقود بلده بهدوء وحكمة وحنكة تجاوز بها احلك الظروف بعد ازمة كورونا والازمة الروسية الأوكرانية وهي أزمات تسببت في انهيار اقتصادات وتغيير الخارطة العالمية وظلت فيها موريتانيا محافظة على روح المبادرة والاستعداد للعمل مركزة على تعزيز جبهتها الداخلية بالاستماع الجيد والحوار البناء والكياسة.
بعد النجاح داخليا ينقل رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني تجربته الداخلية ليجعلها درسا في السياسة الافريقية، فمن عزز جبهة داخلية كانت مفككة ومرهقة من الخلافات، ويائسة من التحاور والتشارك والعمل المشترك، غداة وصوله الى القصر الرمادي، أصبح اليوم رئيسا للاتحاد الافريقي، ساعيا في حل أزماته يعمل على التهدئة على أكثر من جبهة افريقية تغلي منذ سنوات.
الرجل الذي فهم طموحات شبابه وقرر اخراج مواطنيه من دائرة الفقر، يقدم نفسه اليوم لمأمورية ثانية تحتاج فيها موريتانيا الى سياسته الهادئة، ورزانته وحنكته كرجل أسس علاقات موريتانيا مع الشركاء الدوليين في الولايات المتحدة وأوروبا والمؤسسات الدولية على الجبهتين المدنية والعسكرية لسنوات في مراكز قرار مختلفة، ليكون حضوره اليوم اكبر ضامن لآفاق اقتصادية واعدة لموريتانيا، ورافعة أساسية لثقة الممولين، والضمان الأكبر لمستقبل مستقر وهادئ يؤسس لغد افضل.
وكالة الوئام الوطني للأنباء