افتتاحية/ لمن سأصوت في الاستحقاق الرئاسي؟؟؟!!!

الوئام الوطني (افتتاحية ) لن يعدم المتأمل لقائمة المترشحين السبعة للرئاسة العديد من المبررات الوجيهة لدعم أكثر من مرشح، نظرا لأهليتهم، أو أكثريتهم على الأقل، لقيادة البلد.

لكن، وبحكم أن المنصب المتنافس عليه واحد والفائز به سيكون أحد السبعة، فلكل ناخب الحق في وضع أولويات الاختيار نصب عينيه، وهي أولويات تتعدى المؤهلات القانونية للمتسابق، لتنضاف إليها مؤهلات التجربة والكفاءة وتاريخ التعاطي مع دوائر صنع القرار، خاصة في ظل سخونة الوضع الاقليمي المضطرب، والتنافر الاجتماعي الداخلي، فضلا عن حصول المترشح على تاريخ من التعاطي الإيجابي مع الأزمات الداخلية وتلك العابرة للحدود، حتى يطمئن الناخب على بقاء وتماسك البلد خلال السنوات الخمس المقبلة.. فلمن سأصوت في الاستحقاق الرئاسي، إذن؟؟؟!!!.

 

إن برامج المترشحين السبعة، أو أغلبهم على الأقل، متقاربة في الشعارات المعلنة، لكن تباينها يكمن في القدرة على تنزيلها بحكمة وتبصر وتجربة.. فليست العبرة بالأقوال المنمقة، فتلك خاصية أتقنها فرعون حينما حذر رعيته من "فساد" موسى في الأرض ورغبهم في رؤيته هو التي قال إنها "تهدي" إلى سبيل الرشاد.. لكن المرجو من وراء الخطابات المعسولة ينحصر فيما بين دفتي النية الصادقة والقدرة على التجسيد.. فلمن سأصوت في الاستحقاق الرئاسي، إذن؟؟؟!!!.

 

إن نظرة متفحصة لقائمة المترشحين السبعة، تحيل المتأمل إلى قناعة راسخة بتوفر المترشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على كافة المعايير المذكورة آنفا، دون غيره من الستة الباقية، خاصة إذا تمسكنا بمعياري التجربة المتراكمة والقدرة على الوفاء بتجسيد التعهدات.

لقد استلم ولد الشيخ الغزواني السلطة والمجتمع على حافة الانفجار، والمشهد السياسي في أوج الاحتقان، والخزينة شبه فارغة رغم سنوات الانتعاش الاقتصادي ونسبة الديون الخارجية المرتفعة التي لم تبق في الميزانية ولم تصرف في منشآت عمومية، فضلا عن وضع البلد الدبلوماسي غير المريح على المستويين الإقليمي والدولي، وما تميز به من تفريط في السيادة، خاصة في مجالات التعاون التي جعلت حكومات العالم تنظر إلينا كسماسرة لا كشركاء.

 

وعلى الفور سارع الرئيس، المترشح اليوم لخلافة نفسه، إلى نزع فتيل الاحتقان السياسي حتى بات البعض يتندر بأن المعارضة اصبحت موالاة، والموالاة باتت معارضة، من كثرة ما تبادلوا الاحترام والاجتماع تحت سقف واحد.

 

وفي هذا الجو السياسي الهادئ تمكن البلد من طي صفحة محاولات التخوين والاقصاء والتنابز بالألقاب.

 

وفي أول أيامه بالقصر الرئاسي، كان الملف الاجتماعي في مقدمة الأولويات، فتم إنشاء مندوبية "التآزر"، التي تضم العديد من المشاريع الهامة المعنية بانتشال الطبقات الهشة من وضعها المزري، وذلك من خلال ضخ عشرات المليارات، التي مكنت المندوبية من تقديم المعونات النقدية والعينية، ودعم التعاونيات النسوية والشبابية، وتوفير التأمين الصحي لأكثر من ربع سكان البلد، فضلا عن حفر الآبار وإنارة التجمعات الحضرية وبناء المدارس والمستوصفات والنقاط الصحية.

 

وخلال أسابيعه الأولى في القصر الرئاسي، أعاد ولد الشيخ الغزواني الأمن للمواطن وممتلكاته، بعد أن انتشرت جرائم القتل والسلب بشكل شبه أسبوعي، فكانت خبرته الأمنية وصرامته في إعادة الأمن صمام أمان لشعب كاد أن يفقد الأمل.

 

أما عن الانجازات التي شهدتها سنواته الخمس الفارطة في مجال الإسكان والعمران، فحدث ولا حرج، حيث كان أول قطاع ينجز تعهدات الرئيس بحذافيرها في كل شبر من أرض الوطن.

 

ولم تكن خدمة البالغين بالمساعدات والتكوين والتشغيل، لتصرف انتباه الرئيس الغزواني عن أهمية تربية الأجيال من أساسها الهام، وذلك من خلال إنشاء المدرسة الجمهورية التي تعزز اللحمة الوطنية وتكافئ الفرص، وتفرض قيام الدولة بمسؤوليات تعليم النشء وتربيته على قيم المواطنة.

 

أما على الصعيد الخارجي، فقد شهدت مأمورية الرئيس الأولى نجاحات دبلوماسية، استعادت السيادة وعززت المكانة، وبنت جسرا للتعامل مع موريتانيا كشريك يوثق به.

 

لقد شاهد المراقبون كيف أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يتمتع برؤية ومشروع سياسي ناضج، يستعيد أمجاد الماضي ويبني الحاضر ويؤسس للمستقبل.. وسيبقى اسمه الجواب الوحيد للسؤال: لمن سأصوت في الاستحقاق الرئاسي؟؟؟!!!.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

سبت, 25/05/2024 - 16:44