(افتتاحية الوئام ) رغم ما تميزت به المأمورية الأولى لرئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، من إنجاز على الأرض طال مختلف مناحي الحياة، وتم في كل شبر من أرض الوطن.. إلا أن الرأي العام الوطني والنخبة المخلصة والشباب، الذي كان عنوان حملة الرئيس الأخيرة، والناخبين على وجه الخصوص، كل هؤلاء يتطلعون اليوم لمأمورية رئاسية مختلفة في بعض جوانبها عن المأمورية السابقة.
ما يريده كل هؤلاء مما تميزت به المأمورية المنتهية هو المضي على درب الإنجازات التي تحققت بفعل توجيهات ومتابعة الرئيس، وجدية وإخلاص بعض أفراد الطاقم الوزاري بدعم ومؤازرة من ساسة ومنتخبين يعدون على أصابع اليدين، وسط جو حرص البعض ممن حظوا بالثقة والمناصب على توتيره لحاجات في نفوسهم.
إن على رئيس الجمهورية، وهو يستعد لأداء القسم لتولي مأموريته الثانية، أن يفتش في أوراق مأموريته الأولى عن أؤلئك الذين خدموا برنامجه بتفان وإخلاص ليشكل منهم العمود الفقري لحكومته وإدارته، حتى يتسنى لبرنامجه الجديد أن يتنزل بسرعة وسلاسة ترضي ناخبيه وتؤكد لهم صواب اختيارهم له، وتجعل المصوتين ضده يدركون خطأ تقديرهم يوم الاقتراع.
إن وفاء الرئيس بعهده للشباب، وهو المعروف بالوفاء بالعهد، يجب أن يرتكز على جوهر كفاءتهم ونزاهتهم لتتمكن الدولة من الاستفادة من طاقاتهم الإيجابية، لا أن يتم التركيز على أعمارهم وسواد شعر رؤسهم، لأن طاقاتهم السلبية أكثر فتكا وأسرع تدميرا للبلدان والشعوب.
وعلى ذات المنوال، فلا يجوز أن يسمح للبعض باغتنام فرصة تمثيل الجهات واحترام التنوع في المناصب العليا للدولة من أجل الدفع بأشخاص سبق أن مارسوا الفساد، أو من هم مؤهلون لممارسته بسبق إصرار وترصد أو عدم إدراك لخطورته، أو من يفتقدون الأهلية والكفاءة، أو أؤلئك الذين يدَّعون الولاء وهم يحفرون تحت أقدام النظام.
إن الرأي العام يتطلع لمأمورية جديدة عنوانها التصنيع بدل الاستيراد، ووضع الحد لتصدير خامات الحديد والنحاس والذهب، وتعبئة البواخر الأجنبية بالسمك الطازج، فالتصنيع المحلي يرفع من قيمة استفادة ميزانية الدولة ويخلق الكثير من فرص العمل.
إن الرأي العام يتطلع لمأمورية جديدة تطبق فيها القوانين التي تُجرِّم الدعوات الفئوية والعنصرية، وتضع حدا لحرية البعض في تفخيخ التعايش السلمي وضرب وحدة المجتمع في الصميم.
لقد تفهم الراي العام الإكراهات التي واجهت المأمورية الأولى، والتي لم يسمح رئيس الجمهورية لها بإعاقة مسار الإنجاز، لكن المخلصين للنظام يرون بأن الوقت بات لصالح إزالة تلك العوائق فورا وبدون تأخير، خاصة وأن مكافحة الفساد باتت أكثر إلحاحا، ولحمة المجتمع يجب أن تصان بأي ثمن.
وكالة الوئام الوطني للأنباء