قيادة ولد الشيخ الغزواني.. إنجازات كبيرة وتحديات مستمرة لموريتانيا

في عالم السياسة غالباً ما تُقاس النجاحات والإخفاقات من خلال الأثر الذي يتركه القادة على شعوبهم وبلدانهم، ومن هنا يكون الحكم على واقعهم القيادي ونتائجه.

يعتبر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني القائد الذي استطاع أن يحدث فروقاً ملموساة في المشهد السياسي والاجتماعي في موريتانيا، وذلك من خلال سياسات فعالة واستراتيجيات واضحة مكنته من أخذ زمام القيادة لفترة رئاسية جديدة.
 لقد استطاع ولد الغزواني إفشاء السلام والتهدئة بين الفرقاء في البلد، فبعد عشرية ماضية شهدت انتشار خطابات فئوية وعرقية تحث على الكراهية، استطاع ولد الشيخ الغزواني أن يحقق إنجازاً كبيراً في مجال التهدئة والسلام بين كافة الفرقاء بمختلف توجهاتهم السياسية والأيديولوجية والعرقية، هذا الإنجاز لم يكن سهلاً في بلد يعاني من تباينات عرقية وفئوية حادة، فتمكنه من خلق مناخ سياسي مستقر ومعتدل يعد من أبرز إنجازاته التى على الجميع تثمينها وإستثمارها في ظرفية إقليمية صعبة تستدعي استحضار مثل هذه الإنجازات.
لم تغب التوازنات الاقتصادية وخفض المديونية في عهد الرئيس غزواني، فعلى الرغم من الأزمات الاقتصادية العالمية التي أثرت على جميع الدول، نجح ولد الغزواني في إعادة التوازنات الاقتصادية الكبرى لموريتانيا،حيث استطاع خفض المديونية وتحقيق استقرار في الاقتصاد الوطني، مما يعد إنجازاً كبيراً في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية.
وبناءً على النجاحات التي حققها، خلال مأموريته الماضية، قدم ولد الشيخ الغزواني برنامجاً انتخابياً لمأموريته الثانية يستند إلى أسس قوية ومهمة، من أبرزها ضخ دماء جديدة في الحياة السياسية، خاصة من عنصر الشباب، إذ أكد أن هذه المأمورية ستكون "للشباب ومن الشباب"، مما يعكس توجهه نحو تجديد الحياة السياسية وإعطاء الفرصة للجيل الجديد لقيادة البلاد. 
لقد تعهد ولد الشيخ الغزواني بالوقوف بحزم في وجه الفساد في المرحلة القادمة، حيث يعتبر الفساد من أكبر المعوقات التي تواجه التنمية في أي بلد، وموريتانيا ليست استثناء، لذا فإن نجاحه في مكافحة الفساد سيكون له أثر إيجابي كبير على مستقبل البلاد.
إن نجاح الرئيس المتخب ولد الشيخ الغزواني في المرحلة القادمة هو نجاح لموريتانيا وشعبها، وفشله، لا قدر الله، قد يعني انهياراً حتمياً للبلد وإدخالها في دوامة من المشاكل التي قد يكون لها بعد غير محسوب القواقب.
 لذلك على جميع الخيرين والمواطنين وأصحاب الرأي مواكبة هذه الإصلاحات التي بشر بها الرئيس المنتخب والمساهمة في تحقيقها على أرض الواقع، فالتغيير الإيجابي يبدأ من الجميع، وبالجهود المشتركة يمكننا بناء موريتانيا دولة قوية ومزدهرة تحقق طموحات شعبها، فلنكن جميعاً جزءاً من هذا المشروع الوطني الكبير ولنساهم في تحقيق الرؤية التي تسعى إلى جعل موريتانيا نموذجاً يحتذى به في التنمية والاستقرار.

نوح محمد محمود كاتب صحفي .

أربعاء, 24/07/2024 - 11:06