المأمورية الثانية… تحديات الإصلاح/ العربي ولد العربي

لاشك ان فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو يخطو بثبات خطواته الأولى في مسار العهدة الرئاسية الثانية، قد بادر في تنفيذ استراتيجية جديدة منسجمة مع برنامجه الانتخابي وخاصة التمكين للشباب، ومحاربة الفساد، و تعزيز التنمية والتضامن الوطني. لكن لماذا الاصرار على رغم الصعوبات ؟. وبأية آليات ، وماهي ابرز التحديات؟
اصرار وعزيمة: دون العودة إلى الخوض في المامورية الأولى وما صاحبها من اكراهات وصعوبات دولية ، و محلية. وموجة انقلابات في دول الساحل المجاورة. و أحداث ضمن اخرى ،قد تكون زادت من تصميم رئيس الجمهورية عندما ركز محاور برنامجه الانتخابي على ثلاث محاور رئيسية: التمكين للشباب، محاربة الفساد، تسريع وتيرة التنمية ، التمكين للشباب اولا باعتباره يشكل غالبية المجتمع الموريتاني ، والطاقة الهائلة ” المعطلة ” وانقضت الانتخابات بنجاح مشهود ، فأعاد الرئيس التذكير بذلك في خطاب التنصيب ” هذه المامورية ستكون للشباب وبالشباب” فقطع الشك باليقين، فلم يعد الاهتمام بالشباب مجرد شعار دعائي، وجاء اختيار الوزير الأول المختار ول اجاي تجسيدا عمليا. لرؤية التجديد والإصلاح ،لما يتمتع به الرجل من كفاءة وخبرة في الملفات وتفان في العمل ،وفي مرحلة ثانية يلمس المتابع في أعضاء الفريق الحكومي اكثرية من الشباب ذوي الخبرة والتخصص والتجربة…..
إن بلادنا وهي مقبلة على تصدير كميات معتبرة من الغاز ومعادن اخرى ، بحاجة اليوم إلى تصحيح المسار وعلاج الداء العضال الا. وهو الفساد ، فلا نهوض مع الفساد ،ولعل رئيس الجمهورية أكد في خطاب التنصيب على ضرورة تضافر كافة الجهود من أجل خلق آلية موسعة لمكافحة الفساد … وليس تعيين مفتش جديد للدولة مشهود له بالشفافية والاستقامة ، وكذا إبلاغ أعضاء الحكومة في أول اجتماع بأنه لاانذار ولا تساهل لمن ثبت عليه اختلاس المال العام ، ليس كل ذلك إلا مقدمات لرسائل جدية لقطع دابر الفساد والمفسدين… وفي هذا الصدد على الإعلام المساهمة الايجابية في مواكبة الحرب على الفساد والتحسيس بمخاطره والمصير الذي ينتظر مرتكبيه، وتوعية المجتمع ان لا يكون حاضنة مرحبة بالمخربين ،انهم خانو الامانة وجنو على مقدرات نمو ورفاه هذا الشعب الصامد. وهنا يمكن للمدرسة الجمهورية ان تساهم من خلال مناهجها في تربية جيل متضامن محصن ضد الفساد .

حكومة تحت الاختبار:
أمام الحكومة الجديدة مائة يوم للرد على المنتقدين بالأفعال لا الأقوال ، من خلال التكامل والانسجام في العمل وتحقيق إنجازات يلمسها المواطن من قبيل تخفيض اسعار المواد الأساسية ، ودعم الصيادين والحرفيين وتحسين خدمات الماء والكهرباء والمواصلات

أحد, 11/08/2024 - 15:40