الوئام الوطني ـ متابعات ـ ينتهز الموريتانيون فرصة موسم الخريف لمغادرة المدن الصاخبة وخصوصا العاصمة نواكشوط وكبريات المدن للراحة والاستجمام.
الملهم الأول..
تساقط الأمطار يعجل من مغادرة الموريتانيين صوب المناطق التي اخضرت واعشوشبت بحثا عن أماكن النزهة والاستجمام والراحة.
نهاية الدراسة.. بداية المغادرة
يسارع المواطنون مع كل موسم خريف جديد عند إغلاق المدارس إلى الخروج عن المدينة باتجاه بلدات عادة ما تكون موطنهم الأصلي الذي ألفوه وألفهم، فيما يبحث البعض عن أماكن أخرى تمتاز بجمال مناظرها وتنوع تضاريسها وهدوء جوها الساحر، بعد عدة أشهر من وعثاء المدينة وصخب حياتها المتقلبة.
تلك عادة درج عليها الموريتانيون وألفوها كابرا عن كابر منذ نشأة الدولة الحديثة، في لوحة تجمع بين التقليد والحديث، بين البداوة والمعاصرة.
معتقدات لدى كثيرين
يسود الاعتقاد بين الموريتانيين أن قضاء إجازة الخريف في البادية يحميهم من الأمراض والتلوث الذي يصيب المدن في فصل الأمطار في بلد لا تتوفر اغلب مدنه على شبكات للصرف الصحي، كما يعتقدون ان الطبيعة والجو الصحي للبادية في هذا الفصل يمد أجسادهم بالصحة والمناعة، فتراهم يتسابقون لمعانقة الطبيعة الرحبة وقضاء بعض الوقت في البادية لتناول الأطباق الشعبية وأقداح من حليب النوق والاجتماع بعيدا عن مغريات العصر على جنبات غدران المياه وتحت أشعة القمر .
"خريف" موريتاني... موسم الهجرة إلى مواطن الجمال
حين ينزل المطر في داخل موريتانيا، وتبدأ الناس بالتحلل من التزامات المدارس والجامعات والعمل، تغادر أرواحها قبل أجسادها نحو أماكن الانتجاع في الداخل، ويحدث ما يشبه الهجرة الجماعية من العاصمة، بحثاً عن مواطن الجمال في موريتانيا ذات الأراضي الفسيحة والزاخرة بالأماكن الأخّاذة، ويخلق هذا الحال نقاشاً ونوعاً من التباري حول أجمل المناطق، وتكتسح الملاذات الطبيعية في الداخل شبكات التواصل الاجتماعي.
تعدد الخيارات
رغم أن الكثيرين يتوجهون إلى الأماكن المألوفة أو التي تعتبر أراضي أصلية لهم، إلا أن البعض يختار وينتقي حسب جاذبية كل منطقة.
تعد المناطق القريبة من العاصمة فرصة للذين يودون أن لا يبتعدوا كثيرا لسبب أو لآخر، إلا أن الغالبية تفضل الانسجام مع فصل الخريف، وتبتعد مئات الكيلو مترات عن عاصمة البلاد.