إلى فخامة رئيس الجمهورية: هنالك أياد خفية بدأت تعبث بقيمكم وبطريقة حكمكم (تدوينة)

 

خلال مسيرته الطويلة في خدمة الدولة، ظل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني شخصا هادئا وبشوشا، يميل لإيجاد المخارج والحلول لكل المعضلات. 
وخلال السنوات الخمس الفارطة، ضرب ولد الشيخ الغزواني المثل الرائع في الانفتاح والأخلاق وإنزال الناس منازلهم، حتى أن غرماءه السياسيين باتوا يعترفون له بالفضل، بل ويؤيدون إعادة ترشيحه لمأمورية رئاسية ثانية حفاظا على مكتسبات التآخي والتشاور والحكمة التي طبعت مأموريته الأولى.
ولأن غالبية الموريتانيين وجدوا ضالتهم في طريقة حكمه الرزينة والمتأنية والحكيمة، منحوه ثقتهم لمواصلة نهجه المتصالح مع الذات ومع الغير.
غير أنه، ومنذ تنصيب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قبل ثلاثة أسابيع وتشكيل حكومته التي اتخذت إجراءات فورية لمكافحة الفساد، بدأت إرهاصات من التصرفات التي تغرد خارج سرب ما طبع مأموريته الأولى، فتضاعفت انقطاعات خدمات الماء والكهرباء عن المدن الكبرى، وتحول تعاطي بعض رجال الأمن مع أصحاب السيارات إلى الشراسة والإفراط في الإذلال والعقوبة التي تجاوزت القانون في بعض حالاتها.
واليوم تطالعنا الأخبار بزحف الجرافات على مباني قرية "اندغامشه" الوادعة، على طريق نواكشوط- انواذيبو، الواقعة على بعد 10 كلم إلى الشمال من مطار أم التونسي، لتسوي كافة مبانيها بالتراب، رغم عراقتها الضاربة في جذور ما قبل الاستقلال.
لقد دمرت الجرافات، دونما رحمة وفي ظل غياب البدائل، مساكن الأهالي وتركتهم في العراء دون مأوى.
ومن البديهي أن الارض ملك للدولة تمنحها لمن تشاء وترحل عنها من تشاء، لكن الاستغراب هنا من هذه الطريقة الفجة الغريبة على تعليمات وتصرفات رئيس الجمهورية، والتي من شأنها أن تغير النظرة النمطية لحكمه، وتترك انطباعا بأن ما كان من شيم وقيم بات على المحك، رغم أن العارفين بولد الشيخ الغزواني سيعدون الأمر لوجود أياد خفية بدأت تعبث بقيمه وبطريقة حكمه التي عرفها الجميع واطمأن لها وزكاها.
لقد أفسحت تلك الأيادي، من خلال هذه التصرفات العنيفة والقاسية، للمتربصين بالنظام الساعين لتشويهه ودق إسفين الخلاف معه وإشاعة معارضته، لإضفاء المصداقية على حملاتهم الشعواء ضد النظام وضد الرئيس.

 

من صفحة المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء،

إسماعيل ولد الرباني، على فيسبوك

جمعة, 23/08/2024 - 00:47