فريق "المرابطون".. سيل الهزائم يجرف الأمل!!!

في كل مرة يتجدد أمل الجمهور الموريتاني بتحقيق فريق "المرابطون" تقدما في عالم الكرة، يصطدم الأمل بإخفاقات متتالية رغم الامكانيات الهائلة المرصودة.

لقد ملأ إعلام الاتحادية الوطنية لكرة القدم الأسماع بالوعود الزائفة، والحديث عن الانتصارات الموعودة التي تتبخر مع أول مواجهة، قبل أن يأتي الابتكار الأخير بوضع التأهل لكأس العالم موغلا في تحدي مشاعر الجماهير المحبطة.

يبدو أن شركات الطيران العالمية وفنادق خمس نجوم في مختلف القارات باتت الرابح الوحيد من ميزانية اتحادية كرة القدم الموريتانية، فضلا عن بعض المدونين والمروجين للانتصارات الوهمية.

غير أن المراقبين الرياضيين وجمهور المنتخب الوطني يقفون مذهولين أمام إصرار الاتحادية على تجديد عقد المدرب الذي قاد البلد للكثير من الخيبات أكثر مما جلب من الانتصارات.. فذلك لغز لا يزال عصيا على الحل. 

لقد ضخت الدولة، بتوجيهات من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الكثير من الأموال في اتحادية كرة القدم، التي حصلت على الدعم الرسمي والشعبي والاهتمام الكبير، لكن كل ذلك لم يجلب سوى الخيبات المتكررة والمتلاحقة. 

هزائم "المرابطون" المتتالية استنفدت كافة عبارات التبرير، كالهدف المسجل في شباك الفريق عن طريق الخطأ الدفاعي، وانحياز الحكَم للفريق المناوئ، وتأثير الظروف المناخية، وإصابة المهاجم، والمجموعة الصعبة التي وضعت القرعة الفريق فيها، وتعب اللاعبين العائدين للتو من السفر... وغير ذلك من التبريرات التي لم تقنع أحدا، في ظل التراجع المستمر في تصنيف "الفيفا". 

لقد آن لاتحادية كرة القدم أن تغير استراتيجيتها في صرف ميزانيتها الضخمة، بحيث يتم توجيه جلها للاعبين بدل الطاقم الإداري والمصفقين وشركات الطيران والفنادق، التي تستحوذ على الكثير من ميزانية الاتحادية مقابل إقامة معسكرات في الخارج لم تجلب نصرا ولم تدفع هزيمة.

وعلى الاتحادية ألا تجامل في التعاقد مع المدربين، وأن تقتنع بأن المدرب الوطني سيأكون أفضل وأكثر إخلاصا من المدرب المستورد، فغالبية المنتخبات العربية التي حققت مكاسب في مجال كرة القدم، كالمغرب ومصر مثلا، تولى تدريب فرقها أحد مواطنيها.

وما لم يخصص أغلب ميزانية الاتحادية لتطوير ورواتب وعلاوات اللاعبين، ويتم توقيف عقود المدربين المجحفة وتعويضات المطبلين غير الشرعية، فإن سيل الهزائم سيجرف ما تبقى من أمل في تحقيق المكاسب في عالم كرة القدم القارية، فما بالك بالعرس العالمي الكروي الذي يعد رئيس الاتحادية جمهور "المرابطون" ويُمنِّيه بالتأهل له.. وما يعده إلا غرورا.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أربعاء, 16/10/2024 - 10:17