أظهرت بيانات وزارة الداخلية الإسبانية، اليوم الاثنين، أنّ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري على متن قوارب متهالكة من ساحل غرب أفريقيا سجّل مستوى سنوياً غير مسبوق، مع 41 ألفاً و425 مهاجراً في الفترة الممتدة من الأوّل من يناير 2024 إلى 30 نوفمبر.
وقد استقبلت هذه الجزر سبعة آلاف و338 مهاجراً في نوفمبر المنصرم، ليُسجَّل في هذا الشهر أكبر عدد من الوافدين غير النظاميين في خلال عام.
وتكافح جزر الكناري السبع، الواقعة قبالة ساحل شمال غربي أفريقيا المطلّ على المحيط الأطلسي، من أجل استيعاب زيادة في عدد المهاجرين غير النظاميين الوافدين إليها على متن قوارب بحثاً عن فرص أفضل في أوروبا. وعلى الرغم من تبقّي 29 يوماً حتى نهاية العام الجاري، فقد صار عام 2024 العام الثاني على التوالي الذي تشهد فيه جزر الكناري أعداداً قياسية من المهاجرين.
وتمثّل هذه الجزر خطاً أمامياً في جهود أوروبا من أجل الحدّ من الهجرة غير النظامية.
لجوء واغتراب
وتظهر البيانات الأخيرة الصادرة عن الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، حتى أكتوبر/ الماضي، أنّ أكبر أعداد المهاجرين وفدت إلى جزر الكناري من ثلاثة بلدان هي مالي والسنغال والمغرب. وقد طلبت إسبانيا من وكالة فرونتكس استئناف عملية مراقبة جوية وبحرية انتهت في عام 2018 في موريتانيا والسنغال وغامبيا، بهدف وضع حدّ لتزايد الوافدين في إطار رحلات الهجرة غير النظامية.
تجدر الإشارة إلى أنّ 39 ألفاً و910 مهاجرين وصلوا في العام الماضي إلى جزر الكناري، وهو رقم يتجاوز الرقم القياسي السابق المسجّل في عام 2006. وقد سجّلت جزر الكناري كذلك أسرع زيادة في عدد الواصلين عبر البحر في الاتحاد الأوروبي، ما بين يناير وأكتوبر الماضيَين بحسب وكالة فرونتكس، على الرغم من تراجع أعداد المهاجرين غير النظاميين في الاتحاد الأوروبي بصورة إجمالية.
ويُعَدّ عبور المحيط الأطلسي أمراً شديد الخطورة لأنّ الطقس السيّئ في المنطقة قد يؤدّي بسهولة إلى غرق القوارب والزوارق غير المتماسكة التي يستخدمها المهاجرون في رحلاتهم غير النظامية.