
يعمل ميناء نواكشوط المستقل، المعروف باسم “ميناء الصداقة”، اليوم بشكل صحيح في مناخ اجتماعي هادئ، وقد استعاد قدرته التنافسية بفضل تنفيذ خطة تدريب مستمرة لليد العاملة، وتزويد الميناء بمعدات الحماية الشخصية اللازمة، ومعالجة جميع تظلمات عمال الرصيف الدائمين المنتسبين إلى “سوجتراب” SOGETRAP ، وذلك بفضل الصرامة في إدارة هذه المؤسسة الاقتصادية الهامة.
وقد تميزت الإدارة الصارمة للميناء بتنظيم انتخابات لممثلي العمال، وإنشاء مركز صحي تديره مصلحة الصحة المهنية وتحت إشراف مؤسسة ميناء نواكشوط، وتوفير وسائل نقل ملائمة لجميع عمال الرصيف؛ والتنظيم السلس للعمل على متن السفن وفق إجراءات توظيف شفافة والتي ستتم حوسبتها قريبا، وفق ما أفاد تقرير لإدارة ميناء نواكشوط المستقل تلقت الوكالة الموريتانية للأنباء نسخة منه.
وأوضح أن متوسط الدخل الشهري لعمال الرصيف تجاوز على مدى الأشهر الأربعة الماضية 40.000 أوقية، كما تم توظيف 51 عامل رصيف في عامي 2024 و2025 ليحلوا محل من توفوا أو بلغوا سن التقاعد، وفقا للاتفاقية الموقعة مع عمال الرصيف العرضيين؛ فيما تولى مسؤولية تقاعد 143 عامل رصيف عرضي بلغوا سن 58 عاما.
وبحسب تقرير لإدارة ميناء نواكشوط، فقد كان الميناء في عام 2019 يعاني من وضع فوضوي اتسمت عمالته بضعف التدريب وكبر السن نسبياً، خاصة من عمال الرصيف غير الرسميين الذين يبلغ عددهم2500 عامل، مما أثقل كاهل القدرة التنافسية للميناء وشوه صورته على الصعيد الدولي، مشيرا إلى أن الإضرابات المتكررة ومعدلات العمل المنخفضة أثبطت عزيمة بعض مالكي السفن إلى حد التهديد بالتوقف عن استخدام الميناء.
وأوضح أنه بعد هذا التشخيص المقلق، قررت السلطات العمومية، بناء على تعليمات فخامة رئيس الجمهورية، تكليف لجنة مشتركة بين الوزارات بإيجاد أنسب الحلول، وتم إطلاق عملية إعادة تنظيم القوى العاملة في ميناء نواكشوط في يناير 2021.
ونبه إلى أن اللجنة المشتركة اتخذت قرارات أدت إلى إنشاء شركة لتسيير اليد العاملة في الميناء “سوجتراب” SOGETRAP ، بالشراكة بين ميناء نواكشوط المستقل (51%) الذي يمثل الدولة، وأرباب العمل الذين يتلقون خدمات (49%)، وتتمثل مهام هذه الشركة المسؤولة عن إدارة القوى العاملة في الميناء، في توفير قوى عاملة مؤهلة في الميناء وضمان استمرارية الخدمة العامة وفقا للمعايير والممارسات البحرية.
وتضمنت قرارات اللجنة توظيف 520 من عمال الرصيف الدائمين لعمليات الميناء، وتسريح عمال الرصيف العرضيين غير المختارين (حوالي 2000) من خلال منحهم مبلغ 170.000.000 أوقية يتحمل (الميناء 51% وأرباب العمل 49%)، وتوفير التأمين الصحي لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لجميع أسر عمال الرصيف المسرحين من خلال “التآزر”، وفقا لتقرير الميناء.
وأشار إلى أنه تمت تسوية اشتراكات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لجميع عمال الرصيف المسرحين بمبلغ 80.000.000.000 أوقية يتحملها الميناء بالكامل على مدى ثماني سنوات، وذلك وفقا لاتفاقية موقعة بين الميناء والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
كما قررت اللجنة – بحسب التقرير – منح التقاعد المبكر لعمال الرصيف الذين تزيد أعمارهم عن 58 عاما بتكلفة 5.400.000.000 أوقية يتحملها الميناء، وإعطائهم الأولوية إذا قررت شركة سوجيتراب تعزيز فرقها الممنوحة لعمال الرصيف العرضيين المفرج عنهم.
كما قام الميناء بتسوية أوضاع 114 عامل رصيف (متوفين، متقاعدين، غير قادرين)، والسماح بانتساب جميع عمال الرصيف إلى اللجنة الوطنية لعمال الرصيف.
وقد استفاد حتى الآن 1,499 عامل رصيف غير رسمي من المبالغ المخصصة، أي 254.830.000 أوقية ومعظمهم لديهم تأمين “اكنام” CNAM مدعوم من تآزر، بحسب اللجنة التي طالبت من عمال الرصيف غير الرسميين الذين لم يتقدموا بعد إلى استكمال إجراءاتهم.