
في النظام العرفي الرئاسي يطلق على زوجة رئيس الجمهورية لقب "السيدة الأولى"، بحيث تسند إليها مهام اجتماعية في غالبها، وتمثيل للبلاد في المؤتمرات الخاصة بالمرأة والطفل والصحة والبيئة.
كما تشرف على بعض النشاطات ذات الصلة بالبعد الاجتماعي، سواء كانت رسمية أو بمبادرات مجتمعية.
ووفق هذا التصور، سارت السيدة الأولى الحالية، السيد مريم بنت محمد فاضل ولد الداه، فتصدرت المشهد داعمة للفقراء والمحتاجين، ومعينة للأشخاص ذوي الإعاقات البدنية والذهنية، ومشرفة على إطلاق الحملات الصحية والتوعوية، وخطيبة تصدح باللغة العربية السلسلة ذات الأفكار المتناسقة والمعاني الطافحة بالبلاغة والبيان، وقد أجمع الكل على تقديرها واحترامها نظرا لما تتمتع به من خصال حميدة وتجربة غنية في مجالات معرفية متعددة.
بنت الداه تعتبر السيدة الأولى الوحيدة في تاريخ الجمهورية التي تخرجت من الجامعات الطبية العريقة في الشرق الأوسط، وهي الوحيدة من بينهن التي تحمل شهادة الدكتوراه، فضلا عما تتمتع به من أخلاق وكاريزما جعلتها في قلوب ساكنة الأحياء الهشة رغم تواجدها في القصر الرمادي.
لقد ظهرت في أكثر من مناسبة محتشمة ومتواضعة وعطوفة ومنفقة، تسعى في مصالح الغير وتؤثر سعادة الناس على راحتها.
لم يستغرب المراقبون تحلي السيدة الأولى بالكفاءة والأخلاق، فقد تربت في بيت محافظ امتاز بالعلم والمعرفة والثقافة والصحافة والسياسة والدبلوماسية، قبل ان تنتقل إلى بيت علم وورع وزهد وكرم وأخلاق حميدة شهد بها القاصي والداني.
إن ما فاجأ الرأي العام والمراقبين، على حد السواء، هو تلك الحملات المغرضة التي يشنها البعض على السيدة الأولى، تلفيقا وادعاء باطلا ومحاولة تشهير وقلبا للحقائق.
وتكمن غرابة ذلك التحامل غير المبرر في كون السيدة الأولى لم تتول منصبا تسييريا، يمكن أن تطالها عبره سهام الاتهام بالتقصير، ولم تشارك في المهاترات السياسية التي تبيح للخصوم محاولة النيل من غرمائهم، ولم تحشر نفسها في القضايا الخلافية التي تفرق ولا تجمع.
إن الدكتورة مريم بنت الداه لم تزد على أن أسست لعمل خيري عم نفعه الآفاق، وبذلت الغالي والنفيس من أجل إسعاد الضعفاء والمساكين، وأسست جمعية تعنى بمعالجة ومساعدة الأطفال المصابين بالتوحد، التزاما منها بالمسؤوليات الاجتماعية التي صارت العنوان العريض لعطائها المستمر والمتصاعد لما ينفع الناس ويمكث في الأرض .
المختار ولد خيه