لقد بلغ السيل الزبى ..لم يعد الصمت حكمة ولا في الانتظار مبرر/ الأستاذة حانه الشيخ ماء العينين

لقد بلغ السيل الزُّبَى.
لم يَعُد في الصمت حكمة، ولا في الانتظار مبرِّر.

برلمانيٌّ آخر يفقد البوصلة. أن يخرج نائبٌ في الجمهورية الإسلامية الموريتانية ليُعبِّر، دون حياء، عن تضامنه مع قاتلٍ أجنبيٍّ قتل بدمٍ بارد مواطنًا موريتانيًا على أرضه، فذلك ليس مجرّد رأيٍ شاذ،
بل سقوطٌ سياسيّ، وإهانةٌ صريحة للقضاء الوطني، واتهامٌ ضمنيٌّ لمؤسسات العدالة.

ويبقى السؤال مفتوحًا أمام هذا السلوك المشين:
هل نحن أمام نائبٍ يخدم أجنداتٍ خارجية؟
أم أمام مراهقةٍ سياسيةٍ تتغذّى من ضجيج المنصات؟
أم أنّ في خلفية الموقف مصالحَ شخصيةً تتقدّم على كرامة وطنٍ بأكمله؟

نحن أمام مثلّثٍ لا يكتمل إلا بالخيانة:
خيانةِ الثقة، وخيانةِ المسؤولية، وخيانةِ الشهداء.

هذا النائب الذي يدّعي تمثيل الشعب، فليُخبرنا:
عن أيّ شعبٍ يتحدّث؟
عن ناخبيه؟
أم عن “شعب” يحيى سيسي، الماليِّ الذي أزهق روحَ موريتانيٍّ بوحشيّة لا تُنسى؟

ومن هذا المنطلق، وبكل احترام، أتوجّه إلى فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بطلبٍ واضح:
حلُّ البرلمان الحالي، والدعوةُ إلى انتخاباتٍ تشريعيةٍ مبكّرة تُعيد للمؤسسة البرلمانية اعتبارها، وتُفرز من يُشبه هذا الشعبَ حقًّا، في أخلاقه، ووفائه، ووطنية مواقفه.

لقد قلتُها سابقًا، واليوم أُكرّرها بثبات:
هناك خيانةٌ سياسية تُرتكب.
ومن يخونُ الشعب لا يستحقّ أن يُمثّله.

 

من صفحة : الأستاذة حانه الشيخ ماء العينين 

سبت, 19/04/2025 - 23:17