حدث وتعليق/ البيئة مدخل للتنمية المستدامة في موريتانيا.. إشادة عربية بمستوى الأداء

في خطوة تؤكد تنامي الوعي العربي بأهمية حماية البيئة البحرية، قامت اللجنة الفنية التابعة لمجلس وزراء البيئة العرب، اليوم، بزيارة ميدانية إلى ميناء نواكشوط المستقل، في إطار برنامج عملها في موريتانيا، حيث اطلعت على الجهود الوطنية المبذولة لترسيخ المعايير البيئية في واحد من أهم الموانئ الاقتصادية في البلاد.

تأتي هذه الزيارة في ظرف إقليمي ودولي يتزايد فيه الاهتمام بالتحول نحو الاقتصاد الأخضر والممارسات المستدامة.

وقد قدم مسؤولو الميناء للجنة عرضا شاملا تضمن الخطط والآليات المعتمدة للحد من التلوث البحري، وتدبير النفايات الناتجة عن الأنشطة المينائية، إضافة إلى الإجراءات الوقائية لحماية الثروات البحرية من المخاطر الناجمة عن حركة السفن والشحن.

وأبرزت العروض الميدانية الجهود الكبيرة التي بذلتها إدارة الميناء خلال السنوات الأخيرة لتطوير البنية التحتية الخضراء، من خلال إدخال أنظمة مراقبة بيئية رقمية، وإنشاء محطات لمعالجة النفايات الزيتية والمياه الملوثة، إلى جانب اعتماد معايير صارمة للسلامة البيئية في عمليات الرسو والشحن والتفريغ.

وقد أشاد أعضاء اللجنة الفنية بالمستوى المتقدم الذي وصل إليه ميناء نواكشوط في مجال السلامة البيئية، معتبرين أن التجربة الموريتانية تمثل نموذجا يحتذى به عربيا في إدارة الموانئ وفق مقاربات تراعي الاستدامة وحماية النظم الإيكولوجية.

وأكدت اللجنة أن تعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا المجال بات ضرورة ملحة، سواء من خلال تبادل الخبرات التقنية أو تطوير التشريعات البيئية المشتركة التي تنظم العمل في الموانئ البحرية والمناطق الساحلية.

التحول الذي يشهده ميناء نواكشوط لا يمكن فصله عن الرؤية الوطنية الأوسع التي تتبناها موريتانيا في مجال حماية البيئة ومكافحة التلوث.

فقد أدرجت السلطات الموريتانية ضمن سياساتها التنموية أهدافا واضحة تتعلق بـالاقتصاد الأزرق، بما يضمن استغلالا مستداما للموارد البحرية مع الحفاظ على توازنها البيئي.

وتؤكد هذه الخطوات أن موريتانيا تسعى إلى مواءمة التنمية الاقتصادية مع الالتزامات البيئية، عبر إشراك مختلف الفاعلين في تطبيق المعايير الدولية لحماية البيئة البحرية، وهو ما يعزز موقعها في الخارطة البيئية العربية والدولية.

لم تكن زيارة اللجنة الفنية لميناء نواكشوط المستقل مجرد نشاط بروتوكولي، بل هي اعتراف عملي بتقدم التجربة الموريتانية في بناء نموذج مينائي مستدام. كما تعكس الزيارة وعيا عربيا متزايدا بضرورة الانتقال من مرحلة التشخيص إلى مرحلة الفعل في مجال حماية البيئة البحرية.

إن نجاح الميناء في تحقيق هذا التوازن بين النشاط الاقتصادي المكثف والحفاظ على البيئة يشكل رسالة أمل للدول العربية بأن التنمية المستدامة ممكنة متى توفرت الإرادة السياسية والرؤية العلمية والتخطيط المتقن.

وبذلك، يرسخ ميناء نواكشوط مكانته كواجهة بحرية خضراء لموريتانيا، وكمختبر عملي للتكامل بين التنمية والبيئة في الفضاء العربي.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أربعاء, 29/10/2025 - 14:12