
أدى رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لولاية الحوض الشرقي بمختلف مقاطعاتها، زيارة ميدانية موسعة شملت في جولة وصفت بأنها الأوسع منذ توليه قيادة البلاد قبل ست سنوات من الآن، سواء من حيث برنامجها الميداني أو من حيث طبيعة الرسائل التي حملتها للساكنة وللرأي العام الوطني.
لقد شكلت الزيارة استمرارا لنهج رئيس الجمهورية القائم على الخروج من المكاتب إلى الميدان، والالتقاء المباشر بالمواطنين في مناطقهم، والاستماع إلى مشاكلهم دون وسطاء.
وبرز هذا التوجه بوضوح من خلال النقاشات المفتوحة التي عقدها فخامته في مختلف محطات الزيارة، حيث استمع بدقة إلى المداخلات، ووقف عند انشغالات السكان واحتياجاتهم الخدمية والمعيشية.
هذا الأسلوب يعكس فلسفة حكم قائمة على التواصل المباشر، وعلى بناء الثقة بين الدولة والمواطن، وعلى اعتماد المعطيات الحقيقية في التخطيط لا التقارير المكتبية.
ففي مستهل الزيارة، أشرف رئيس الجمهورية على إطلاق البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية، وهو برنامج يعكس إدراك الدولة لحجم التحديات التنموية في المناطق الداخلية، ويجسد الإرادة في تسريع وتيرة توفير الخدمات الأساسية، من مياه وتعليم وصحة وكهرباء وبنى تحتية.
إن إطلاق البرنامج من الحوض الشرقي بالتحديد يحمل دلالة سياسية وتنموية، فهذه الولاية تُعد من أكبر الولايات مساحة وسكانا، وتحتاج إلى تدخلات سريعة لتحسين جودة الحياة فيها وتعزيز حضور الدولة في عمقها الجغرافي.
جاءت خطابات فخامة رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة محملة برسائل قوية وواضحة، لعل من أبرزها التأكيد على نهج القرب من المواطن باعتباره أساسا لإصلاح الإدارة وتصويب السياسات التنموية، وكذلك الصرامة في تطبيق القانون وإبعاد كل المسلكيات التي تمس كرامة المواطن أو تعيق التنمية، في رسالة موجهة للفاعلين الإداريين والسياسيين على حد سواء، فضلا عن تحديد الأولويات التنموية بوضوح وترتيبها وفق احتياجات السكان، لا وفق اعتبارات ظرفية أو سياسية.
هذه الرسائل شكلت محور نقاش واسع في الولاية، لأنها تعكس إرادة سياسية في ترسيخ دولة القانون، وفي محاسبة التقصير، وفي تعزيز الثقة بين المواطن والسلطة العمومية.
خلفت الزيارة صدى كبيرا من الارتياح والتقدير في أوساط سكان الحوض الشرقي. فقد بدت شوارع المدن والقرى ممتلئة بالمستقبلين، ورفعت شعارات تعبر عن امتنان الساكنة لسياسة القرب، ولما تحقق من إنجازات خلال السنوات الأخيرة.
وقد أشاد المتدخلون أمام رئيس الجمهورية بما تحقق في الوطن من تحسن في البنى التحتية، وتوسيع للبرامج الاجتماعية، وتطوير للقطاعات الإنتاجية، مؤكدين أن هذه المكاسب أصبحت ملموسة في الحياة اليومية للمواطن.
ويتفق المراقبون على أن هذه الزيارة ليست مجرد نشاط رئاسي عابر، بل هي محطة سياسية وتنموية تعكس توجها عاما نحو تعزيز الإدارة الميدانية، وإعادة تقييم السياسات التنموية مباشرة من مواقعها.
كما أنها تجسد رؤية فخامة رئيس الجمهورية لموريتانيا متماسكة داخليا، تعتمد على الإنصات، وتحتكم للقانون، وتستند إلى علاقة مباشرة بين الدولة ومواطنيها.
وبذلك تكون زيارة الحوض الشرقي قد شكلت دفعة قوية لمسار التنمية المحلية، ورسخت نهج القرب، وأعادت التأكيد على جدية الدولة في الاستجابة لأولويات المواطنين أينما كانوا.
وكالة الوئام الوطني للأنباء



.gif)
.png)
.jpg)
.gif)

.jpg)

.jpg)