
ما
بأسلوب حضاري متطور ومدنية كاملة تماشي دعوة دين الإسلام ورسالة الإسلام رسالة السلام يخاطب المفكر علي محمد الشرفاء البشرية بخطاب جديد يلتمس من الكتاب المنزل الذي وصفه الله بقوله: أحسن الحديث في قوله: االلَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) ويقدم رؤية متكاملة وفهما سويا لدين الرحمة والعدل والحرية والسلام.
ويرفض الشرفاء إذلال أو إركاع الإنسان بأسلوب ورؤى ومقاربات تدعي انها إسلام او أنها تحدث باسم الإسلام؛ ذلك ان الله يقول: ولقد كرمنا بني ءادم وحملناهم في البر والبحر
لذا فهو يرفض مصطلح أهل الذمة. ويستبدله بالمعاهدين المسالمين اهل الميثاق
ويستخلص المفكر علي الشرفاء أن مفهوم أهل الذمّة في الإسلام لا وجود له.
لذا يعيد المفكّر علي محمد الشرفاء قراءة المفاهيم الفقهية التقليدية ومنها “أهل الذمّة” – من خلال منهج الخطاب الإلهي ومرجعية القرآن وحده بعيدا عن الروايات التي حرفت مسار الدين وخلقت دينا موازيا
يقول علي محمد الشرفاء في كتابه الرائد المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي: «القرآن هو المصدر الوحيد الذي أنزله الله ليكون دستورًا للهداية، ولا يحق لأحد أن يضيف إليه أو يبدّله أو يشرّع من خارجه»(ص 12)
وبناء عليه يُعاد النظر في حقوق غير المسلمين داخل المجتمع الإسلامي، بعيدًا عن مصطلحات “جزية” و”غلبة” و“استضعاف” التي ارتبطت بالفقه والفقهاء
فالأساس القرآني لمعاملة غير المسلمين يرتكز الشرفاء فيه إلى آيات صريحة تؤسس لمعاملة غير المسلمين بالعدل والرحمة والاحترام، وهي ذاتها الأساس الشرعي لأهل الذمّة.
فالكرامة الإنسانية منحها الله لجميع البشر قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم *الإسراء 70*
يقول الشرفاء اعتمادا على ذلك :
"كرّم الله الإنسان مطلقًا، ولم يخصّ مسلمًا دون غيره، فكيف يأتي بشر ليجعل للناس درجات حسب الدين ( انظر رسالة الإسلام، ص 44) وارتكزت رسالة الدين على العدل والمساواة
يقول الله في محكم كتابه العزيز: وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى *(المائدة، 8*)
ومن هنا قال علي محمد الشرفاء قولته المشهورة في كتابه ومضات على الطريق:
"العدل فريضة إلهية تشمل المسلم وغير المسلم، والقرآن لم يعرف تمييزًا في الحقوق" ومضات على الطريق، ج 1، ص 101) وقد عزز هذه الرؤية من خلال حرية الاديان
في قول اللهوعز وجل: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين *(الكافرون، 6)*
وقوله تعالى:أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ عَلَىٰ أَن يَكُونُوا مُؤْمِنِين (يونس، 99)
وهو ما دعا اليه مفكرنا في قوله: "ليس لأحد سلطة على عقائد الناس، فالله وحده يحاسبهم يوم القيامة" (كتاب المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي، ص 67)
كما يحث الإسلام على عدم الاعتداء وضمان الأمن في قوله تعالى :لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ... أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِم (الممتحنة، 8)وقد ترجمت كتابات علي محمد الشرفاء وعززت وحثت على التعايش السلمي والتعانق الحضاري ويؤكد على ذلك أكثر من مرة في أكثر من كتاب، يقول في كتاب رسالة السلام
"البرّ والقسط واجبان اتجاه كل من يعيش مع المسلمين مسالمًا" (رسالة الإسلام، ص 55)
ويذكر الآيات التي تحمي دماء الناس في قوله تعالى: مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْس او فساد في الارض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا (المائدة، 32)
وهو ما بسط فيه المفكر والداعية العربي الإسلامي علي الشرفاء حين يقول:"دم الإنسان محترم، وسواء أكان مسلمًا أم غير ذلك فلا يجوز الاعتداء عليه"(ومضات على الطريق، ج2، ص 20)
لا يستخدم المفكر علي محمد الشرفاء مصطلح "أهل الذمة" لأنه يرى أنه مصطلح تشكّل داخل الفقه والمشيخة القديمة، وليس له اساس في القرآن.
وهو يرفض كل تقسيم بين البشر لا يستند إلى تشريع نابع من مرجعية القرآن.فالقرآن لا يذكر “أهل الذمّة”
لكنه يذكر *المعاهدين، المسالمين الذين يعيشون بين المسلمين* في إطار “الميثاق” ولهم حرية ممارسة شعائرهم فالإسلام دين حرية....
يقول المفكر علي محمد الشرفاء بهذا الصدد:
"لم يشر القرآن إلى تقسيم الناس إلى ذميّين ومسلمين، بل تحدّث عن معاهدين ومسالمين لهم حقوق كاملة"( من كتاب رسالة الإسلام، ص، 41)
ويختصر فيقول :
كل من يعيش في المجتمع الإسلامي له ذات الحق الذي للمسلمين .
بهذه الرؤية المتكاملة والخطاب المنهجي الحضاري استرسل المفكر في عرضه وتحليله معتمدا على كتاب الله ليبرز الرؤية الحضارية والمدنية للدين الإسلامي من مرجعية القران وهو دين يعتمد الرحمة والعدل والحرية والسلام.
الدكتور : محمد ولد الرباني


.gif)
.png)
.jpg)
.gif)

.jpg)

.jpg)