
في زمن تتسارع فيه التحولات وتتفاقم التحديات الإدارية والاقتصادية، يبرز رئيسُ سلطة منطقة نواذيبو الحرة، السيد إسحاقا جاكانا، بوصفه أحد أبرز النماذج القيادية التي نجحت في إعادة الاعتبار للتسيير المؤسسي الرصين، القائم على الانضباط والفعالية والصرامة المهنية. فقد استطاع الرجل خلال فترة وجيزة أن يلفت الأنظار بأداء استثنائي، حاز إجماعًا نادرًا من ساكنة نواذيبو وفاعليها الاقتصاديين، وامتدّ صداه إلى عمدتها القاسم وبلالي، اللذين ثمّنا علنًا هذا التحول الإداري الملموس الذي عرفته المنطقة الحرة تحت قيادته.
لقد أعاد جاكانا ترميم مفهوم التسيير الإداري انطلاقًا من مقاربة جديدة؛ تقوم على التخطيط المحكم، وترتيب الأولويات، والانفتاح الواعي على الشركاء، مع احترام صارم للمساطر وسلاسة في التنفيذ. وهو منهج انعكس مباشرة على أداء المرافق العمومية في المدينة—سواء المرتبطة بالمنطقة الحرة أو المتعاملة معها—فاستقبلته بترحيب واسع لما حمله من وضوح ونجاعة وتنظيم غير مسبوق.
وبوصفي أحد أبناء مدينة نواذيبو، ومن أطرها المتابعين عن قرب للشأن العام فيها، فقد وجدت من واجبي أن أوثّق شهادتي هذه بكل أمانة، انطلاقًا مما لمسته شخصيًا من تحسن ملحوظ في وتيرة العمل، ومن روح جادة ومسؤولة يبثّها الرئيس جاكانا في أوصال المؤسسة التي يديرها. فالمسألة اليوم تتجاوز مجرد إجراءات روتينية؛ إنها عملية إعادة بناء منهجي لمنظومة إدارية ظلت بحاجة إلى من يمتلك الجرأة والكفاءة معًا لدفعها نحو مسار أكثر صرامة، وأكثر انسجامًا مع رؤية الدولة.
ولم يكن هذا الحضور الإداري البارز بمعزل عن حضور سياسي مؤثر للرجل، تجلّى في مقاطعة كيهيدي، مسقط رأسه، حيث كرّس النهج ذاته الذي يدعو إليه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في تعزيز اللحمة الوطنية ورصّ الصفوف. ففي اجتماع واسع احتضنه منزله بنواكشوط، وجمع منتخبي المقاطعة وأطرها ووجهاءها، دعا جاكانا إلى توحيد الكلمة خلف المشروع الوطني، مؤكدًا أن تنوع كيهيدي ليس عامل فرقة بل مصدر ثراء جامع، وأن الولاية ستظل—كما كانت دومًا—رافدًا للانسجام الوطني، وسندًا ثابتًا لرؤية رئيس الجمهورية.
وقد لاقت هذه المبادرة صدى واسعًا بين المتابعين، الذين رأوا في جاكانا الصوتَ الأبرز لأطر كيهيدي، ورافعةً حقيقية لمسار التماسك السياسي والاجتماعي فيها، اعتمادًا على خطاب هادئ، جامع، بعيد عن صخب الاصطفافات.
إن مسار إسحاقا جاكانا—بين نواذيبو حيث يرسّخ ثقافة الإدارة النموذجية، وكيهيدي حيث يعزز التآلف السياسي—يرسم صورة مسؤول يجمع بين حكمة التسيير وصدق الالتزام الوطني؛ مسؤول لا يكتفي بإدارة مؤسسة، بل يقدم نموذجًا متكاملًا للمهنية والرصانة والولاء للمصلحة العامة.
وبهذه الشهادة، التي أقدمها بصفتي واحدًا من أبناء نواذيبو، أسجل تقديري لهذا الأداء الذي ارتقى بالمنطقة الحرة إلى مستوى يليق بمكانتها، وأثبت أن القيادة حين تقترن بالرؤية والانضباط، فإن أثرها يتجلى واضحًا في الناس، والمؤسسات، والمستقبل.
أسماعيل الرباني


.gif)
.png)
.jpg)
.gif)

.jpg)

.jpg)