
الوئام الوطني : في سياق تخليد الذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال الوطني، جاءت التدشينات التي أشرف عليها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لتؤكد أن رمزية الاستقلال لا تُستحضر فقط عبر الخطب والاحتفالات، بل تُترجم عمليا إلى منجزات مؤسسية وبُنى خدمية تُعزز سيادة الدولة، وتُحسن أداء المرفق العمومي، وتلامس بشكل مباشر حياة المواطن.
لقد حملت هذه التدشينات بعدا دلاليا عميقا، إذ شملت منشآت تمثل أعمدة أساسية في بناء الدولة الحديثة: الحكومة، العدالة، الاقتصاد، البيئة، الرياضة، والخدمات الأساسية.
إن تدشين مبنى الحكومة بعد إعادة تأهيله، وبكلفة قاربت 2.38 مليار أوقية قديمة، لا يُقرأ فقط باعتباره تحسينا لمقر إداري، بل كرسالة سياسية ومؤسسية مفادها أن الدولة تسعى إلى ترميم أدواتها السيادية وتحديث فضاءات القرار بما يليق بهيبة السلطة التنفيذية ونجاعة عملها.
وفي السياق ذاته، يعكس تدشين مبنى وزارة التجارة والسياحة، بعد توسعته وتجديده، توجّها واضحا نحو تمكين القطاعات الإنتاجية والخدمية من بنى عصرية قادرة على مواكبة التحولات الاقتصادية. فالتجارة والسياحة تمثلان رافعتين أساسيتين لتنويع الاقتصاد الوطني، والاستثمار في مقراتهما المؤسسية هو استثمار في تحسين الحوكمة القطاعية ورفع جودة التخطيط والتنفيذ.
أما تدشين قصر العدالة بولاية نواكشوط الجنوبية، بكلفة فاقت مليار أوقية قديمة، فيحمل دلالة خاصة، باعتباره تجسيدا عمليا لتعهدات ترسيخ دولة القانون وتقريب العدالة من المواطنين. فالقضاء، بوصفه عماد الاستقرار وضامن الحقوق، يحتاج إلى فضاءات لائقة تُوفر ظروف عمل مناسبة للقضاة والموظفين، وتمنح المتقاضين شعورا بالإنصاف والاحترام.
ولا يقل أهمية عن ذلك تدشين المقر المركزي لسلطة تنظيم النقل الطرقي، ومقر المرصد الوطني للبيئة والساحل، إذ يعكسان وعيا متزايدا بأهمية التنظيم والرقابة في قطاعات حيوية تمس السلامة العامة والتنمية المستدامة.
فتنظيم النقل يُسهم في الحد من الفوضى المرورية وتحسين السلامة الطرقية، بينما يعكس دعم المرصد البيئي إدراك الدولة لتحديات التغير المناخي وحماية الساحل، باعتباره ثروة وطنية استراتيجية.
وفي بعده الاجتماعي والخدمي، تبرز مشاريع أقطاب توزيع المياه في نواكشوط كمؤشر قوي على أولوية تحسين النفاذ إلى الخدمات الأساسية، خصوصا في مدينة تعاني من ضغط ديمغرافي متزايد.
كما تحمل تدشينات المنشآت الرياضية، من المجمع الرياضي في السبخة إلى وضع أول نجيلة طبيعية في الملعب الأولمبي، رسالة واضحة مفادها أن الاستثمار في الشباب والرياضة جزء لا يتجزأ من مشروع بناء الإنسان وتعزيز الانتماء الوطني.
إن مجموع هذه التدشينات، بتنوعها وتكاملها، يعكس مقاربة شمولية في إدارة الشأن العام، تقوم على تعزيز البنية المؤسسية، وتحسين الخدمات، وترسيخ رمزية الدولة الحديثة. وهي بذلك تجعل من ذكرى الاستقلال محطة لتجديد العهد مع التنمية، وترجمة الإرادة السياسية إلى منجزات ملموسة، تؤسس لمرحلة أكثر نجاعة واستدامة في مسار بناء موريتانيا الحديثة.
وكالة الوئام الوطني للأنباء



.gif)
.png)
.jpg)
.gif)

.jpg)

.jpg)