
بعد أيام قليلة، وتحديدا يوم 31 دجمبر 2025، يطوى فصلٌ مشرقٌ من فصول العطاء، حيث سبتقاعد الأستاذ أحمد ولد افيل، بعد مسيرةٍ حافلةٍ بالعمل الجاد والتفاني في خدمة المرضى، وتكوين أجيالٍ من الطلبة، وتأطير الكادر البشري الطبي وشبه الطبي في كلية الطب ومدارس الصحة بنواكشوط.
لقد كان الأستاذ أحمد من القلّة الذين آمنوا بأن العمل يجب أن يُبنى على الاستحقاق والكفاءة، بعيدًا عن المحسوبية والجهوية التي – للأسف – أصبحت أمرًا مألوفًا في كثيرٍ من مؤسساتنا.
كم من طالبٍ تخرّج على يديه، وكم من مريضٍ نال من وقته وجهده دون حساب، مؤديًا رسالته بصدقٍ وإخلاص.
نسأل الله تعالى أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناته، وأن يجزيه خير الجزاء عن كل ما قدّم.
إن المستشفى الوطني وكلية الطب سيودّعان نهاية السنة الجارية أحد مؤسسي كلية الطب، رجلًا بذل جهده وكرّس عمره في سبيل خدمتها وخدمة الوطن.
ونتمنى من إدارة كلية الطب الحالية، مُمثَّلةً في العميد، ومن وزارة الصحة، أن تُقدّر هذا العطاء حقّ قدره، وألّا يتكرر ما حدث مع المؤسسين الأوائل، وعلى رأسهم البروفسور سيد أحمد مكية، والمرحوم باب طالب، والأستاذ بوميس الفرنسي الذي أعطى في حياته، واستمر عطاؤه بعد وفاته بماله، والأستاذة سلوى جمال الدين، التونسية، والأستاذ الكبير وأول أمينٍ عامٍّ لكلية الطب.
فقد عانوا من قلّة التقدير والتهميش وهم على قيد الحياة، وعدم الاستفادة من خبراتهم، فضلًا عن إهمال تكريم من رحلوا منهم.
فالأمم لا تُبنى إلا بحفظ الجميل، والاعتراف بالفضل، وصون كرامة روّادها في حياتهم وبعد مماتهم.


.gif)
.png)
.jpg)
.gif)

.jpg)

.jpg)