رئاسيات 2019\ رسالة إلى الناخب الموريتاني ....((قبل فوات الأوان))

مع كل نهاية عقد من الحكم تعود الشعوب الواعية إلى مراجعة متطلبات المرحلة القادمة اعتمادا على تقييم موضوعي للانجازات والاخفاقات التي ميزت المرحلة المنصرمة, وذلك بغرض التأسيس لمرحلة جديدة تعزز المكتسبات وتسد الثغرات وتبني للمستقبل.

وبإسقاط ذلك على واقع بلدنا اليوم, يمكن للمتابع رصد بعض الإنجازات التي تحققت على مدى العقد الأخير في بعض المجالات كالأمن الخارجي والبنى التحتية في بعض المناطق, لكنه سيلاحظ بكل سهولة ما تعرض له البلد من انزلاقات خطيرة على مستوى لحمة المجتمع وتدهور الوضع الاقتصادي الذي تجلى في ارتفاع الأسعار وتدني الرواتب وانخفاض الأوقية وتفشي البطالة.

كما تميزت العشرية الأخيرة بانتشار موجة غير مسبوقة من الإلحاد والتطاول على الجناب النبوي الشريف.

وعلى الصعيد السياسي, وصل الاحتقان والتجاذب أعلى درجاته بين السلطة والمعارضة, وهو ما أثر سلبا على العمل سويا في المشتركات للنهوض بالبلد.

وفي وضع كهذا, وأمام استحقاقات 2019 الرئاسية التي تأتي بعد عشر سنوات من حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز, وانعدام الثقة بين سلطة ومعارضة وصل كل منهما مرحلة تخوين الآخر, واستخدام كافة الأسلحة غير الأخلاقية التي دمرت قيم المجتمع وجسور التعايش والتكاتف لبناء المستقبل, خرج الإداري والوزير والدبلوماسي سيدي محمد ولد بوبكر, حاملا كفاءته وتجربته الغنية وأخلاقه العالية ليضع كل ذلك في خدمة بلده وشعبه من موقع آخر هو رئاسة الجمهورية, وذلك في وقت حساس يحتاج الخروج من ثنائية السلطة والمعارضة وجدلية الصراع المحتدم بينهما, والذي وصل حد تصفية الحسابات والإلغاء الكلي.

فرغم أن ولد بوبكر خدم مع النظام طيلته عشريته سفيرا في عدة بلدان, إلا أنه ظل خادما وفيا لكل مكونات الشعب, غير مكترث بالاصطفاف السياسي وتناقضاته الداخلية, كما أنه لم يمارس التمييز بين الطلاب والنواب والبعثات الرسمية ومنظمات المجتمع التي تزور الدول التي عمل بها سفيرا, فوسعت أخلاقه وخدماته وبيته الجميع دونما تمييز على أساس سياسي أو قبلي أو جهوي أو عرقي.

فلا ينبغي للناخب الموريتاني, المثقل بتداعيات وضعه الاقتصادي المنهار, أن يفرط في اغتنام هذه اللحظة التاريخية التي يجد فيها من تمكنه كفاءته المتميزة في مجال الاقتصاد وتجربته الغنية والطويلة في مجال التسيير, فالفرص لا تتكرر كما يقال.

ومن غير اللائق أن يترك الناخب, القلق على مستقبل التعايش بين مكونات الشعب, فرصته في انتخاب شخص بصفات ولد بوبكر في التواضع والتعاطي مع الجميع والخروج من الجدليات الجهوية والأفكار العنصرية الهدامة.

ولا نتصور أن يغض الناخب, الغيور على دينه ومقدساته, الطرف عن دعم ومؤازرة ولد بوبكر المعروف بالتدين والتأسي بالسلف الصالح ودعم المستضعفين المجاهدين نيابة عن الأمة في فلسطين.

كما أن الناخب, المكتوي بنيران الفساد والحرمان والتهميش, لن يترك الفرصة تمر دون أن ينتخب الرجل الذي خدم البلد منذ ريعان شبابه في مفاصل مختلفة وهامة, وتقاعد بملف نظيف من الفساد والشذوذ والتقاعس عن خدمة المواطن.

إن الخصال الحميدة التي يتحلى بها مرشح التغيير المدني سيدي محمد ولد بوبكر تضع الموريتانيين, اليوم أكثر من أي وقت مضى, أمام مسؤولياتهم التاريخية تجاه مستقبل بلدهم وأجيالهم, باعتباره الأكثر قدرة على العبور بموريتانيا إلى بر الأمان في وضع داخلي يتسم بالهشاشة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وفي ظرفية دولية تغلي على كل الجبهات.

 

هيئة تحرير وكالة الوئام الوطني للأنباء

أحد, 26/05/2019 - 15:39