غضب واستياء من إقصاء اصحاب المبادرات الداعمة لغزواني

التجاهل قد يؤدي لانسحاب مؤلمة قبيل انطلاق حملة الانتخابات.
لا تزال حملة المرشح محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني تتوسع في الاخطاء مع بدء العد التنازلي للسباق الانتخابي الأكثر اهمية من نوعه في موريتانيا منذ 10 سنوات.
اخطاء تهدد حملة المرشح خصوصا ان بدأ التذمر يطفو على السطح ويحظى بنقاش موسع على وسائل التفاعل الاجتماعي.

بداية..
مع ظهور قوائم المنسقيات الخاصة بحملة المرشح ونشرها للعموم تبين انه تم اقصاء 400 مبادرة تم تصديرها في الفترة الاخيرة على انها مبادرات داعمة للمرشح، في موجة استهلاك إعلامي اظهرت المرشح على انه وجهة رئيسية للمبادرات السياسية والشبابية على وجه الخصوص.
وكان من الصادم تهميش المبادرات الشبابية في الوقت الذي استفادت حركة "بداية" وحدها من بين هذه المبادرات وتم تعيين منسقتها العامة مصباحة بنت ولاد ضمن طاقم الفريق النسائي الرئيسي للحملة، في خطوة لا يمكن تبريرها سياسيا.
وقد اظهرت الاستطلاعات في الساحة السياسية وردود فعل الحركات الشبابية غضبا كبيرا ما يكشف بقوة انه اذا لم يتم تلافي هذا الخطأ في اسرع وقت ممكن، فان حملة المرشح قد تواجه نزيفا مؤلما قبيل انطلاق الحملة الانتخابية.
حركة بداية التي تأسست قبل أشهر ونظمت نشاطا جماهيريا في ساحة مسجد ابن عباس لا تعتبر الأكفأ من بين المبادرات الداعمة للمرشح خصصوا مع تدفق المبادرات الشبابية التي بينها مبادرات تضم وجوها بارزة من الكفاءات الموريتانية المقيمة في الخارج.
وكانت حركة بداية التقت ابريل الماضي بالمرشح وأعلنت دعمها لترشيحه للانتخابات الرئاسية وقد اظهرت الحركة ضعفا كبيرا في التعبئة الاعلامية حتى ان بعض التجمعات الشبابية الداعمة للمرشح قدمت مستوى من التعبئة والتحسيس يفوق كثيرا ما قدمته الحركة.

انسحابات تلوح في الأفق..
ويعتقد عدد كبير من اصحاب المبادرات ان تعيين منسقة عامة لمبادرة واحدة يعد تمييزا واضحا ضد المبادرات الشبابية التي اعطى دعمها للمرشح دفعة قوية منذ فاتح مارس الماضي في بداية اعلان قائد الاركان ووزير الدفاع السابق لترشحه.
خصوصا ان الحركة حاولت في بيانات سابقة احداث قطيعة مع نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وآفاق العمل التي يسعى لها ولد الغزواني في اختلاف واضح مع خط المرشح نفسه الذي كرر مرارا انه سيكمل مسيرة البناء التي دشنها ولد عبد العزيز وانه امتداد للعشرية الاخيرة، وهو ما يعتبر خرقا كان ليضع المبادرة في ترتيب اقل من بقية المبادرات الشبابية الداعمة والتي تناسق خطابها بشكل محكم مع خطاب المرشح.
الخطأ الفادح الذي تم بموجبه تجاهل هذه المبادرات يأتي بعد فشل حملة المرشح في السيطرة على الصراع بين الموالاة والمعارضة المنضمة لدعم المرشح وبعد الاستعانة بوزراء منفرين للناخب، فضلا عن استعمال طائرة عسكرية خلال زيارة المرشح لولايات الداخل، لينضاف بذلك الى سلسلة أخطاء باتت تهدد فعلا بتراجع مستوى التعاطي مع برنامج وزير الدفاع السابق ومرشح النظام الذي يطمح لخلافة ولد عبد العزيز.

"بداية" صادمة.. فهل يتم تصحيح الموقف في "النهاية"؟
اهتمت حملة المرشح بمبادرة واحدة، هي "بداية" لكنهم لم يهتموا بــ "الوسط" ولا بـ "النهاية" في سلسلة المبادرات التي دعمت المرشح وخاضت معركة إعلامية للدفاع عنه، حتى أطلق السياسيون على هذه المبادرات محليا "مبادرات التكلبيتي" بما يحمله ذلك من تغيير للمواقف بطريقة لا تتلاءم مع المبادئ والاخلاق السياسية.
عدد كبير من الشباب عبر عن تهميشه في حملة المرشح على وسائل التفاعل الاجتماعي معتبرا ان القرارات الاخيرة تمت عن طريق اعتماد الوساطات والقبيلة والعلاقات الشخصية.
لكن هذه المبادرات التي لم تنضم لدعم المرشح بناء على قناعة ايديولوجية ولا تنسيق طويل الأمد قد تجد بسهولة طريقها للانسحاب ودعم مرشحين آخرين لتكون تلك "نهاية" دعم لحملة المرشح الذي لا يزال بينه وبين النزول الى الناخب مسافات طويلة رغم استعمال النفوذ وامكانيات الدولة لخدمة اهدافه الانتخابية.

سبت, 25/05/2019 - 16:47