الوئام الوطني - بين فسطاطين نخرتهما عوامل التعرية في المعارضة و الموالاة، و أرهقتهما ثنائية الجحود و الإطناب خلال العشرية المنصرمة، خرجت في السباق الرئاسي الماضي طبقة ثورية جديدة، لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء. مئات المجموعات الشبابية الداعمة لمرشح الإجماع الوطني محمد ولد الشيخ الغزواني، أعلنت عن نفسها بعيدا عن الهياكل العتيقة و المستهلكة بين رواق العشرية و آفاق المأمورية الثالثة.
لقد أثبتت المبادرات الداعمة لغزواني بعد تسجيلها لأكثر من مائتي ألف ناخب، و انتزاعها للعاصمة انواكشوط مفتاح الرئاسيات و ثلث السكان، أنها طبقة سياسة جديدة مكتملة الأركان. كل هذا المجهود الهائل تم بوسائل ذاتية رغم إقصاء أصحابه من الحكومة و الإدارة إلى حد الساعة.
و اليوم، تشكل منصة التشاور المشترك على الواتساب، بوتقة سياسية كبرى تضم أكثر من مائة مبادرة جادة، و تتسارع وتيرة الإنضمام لهذا المنبر الشامل الذي لم تمض على تأسيسه خمس ليال. حيث يكشف مستوى النقاش و ثراء الطيف المشارك و نخبويته أن رقما سياسيا عظيما سيظهر في الأمد القريب بحول الله.
لقد جاء ميلاد الطبقة السياسية هذه في وقته المناسب تماما، حيث يتشوق الشعب الموريتاني منذ فترة إلى وجوه دون سوابق و عهد جديد متحمس للتطوير. لذلك فإن إقباله على المبادرات في المدن و الأرياف، مثل رسالة واضحة في ثقته بالهياكل الجديدة و آماله في قادتها.
إن المبادرات الداعمة لغزواني بما تزخر به من طاقات شبابية و كفاءات علمية لأساتذة و مهندسين و قادة رأي و غيرهم، هي هيكل سياسي و مهني جاهز و نظيف، سيساهم لا محالة في ضخ دماء جديدة في الجمهورية الغالية. و ستكون لها بإذن الله بصمة واضحة في تصحيح الإختلالات و مكافحة الفساد و محاسبة المقصرين.
أ. خالد ولد بَلاّلْ
رئيس المبادرة الوطنية للإستقرار و التنمية